الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الاستثمار العلمى أنفع وأبقى

الاستثمار العلمى أنفع وأبقى
عدد : 08-2016
شهور والمسئولين فى مصر يمهدون للشعب أن هناك إجراءات وقرارات صادمه ومؤلمة يجب أن تتخذ من أجل الإصلاح الاقتصادى فى القريب العاجل، وفى مجالنا المهنى الذى يتيح لنا التعامل يوميا بشكل مباشر وغير مباشر مع المسئولين فى أكثر القطاعات الحيوية فى مصر، نتساءل أين نصيب الفاسدون والمنافقون والمنتفعون وما أكثرهم ممن يعتلون المناصب من تلك الاجراءات الصادمه؟..أليس هؤلاء أصحاب الملايين والمليارات بغير وجه حق الأوجب أن تبدأ بهم الحكومة الإصلاحية التى تخطط لتنفيذ مشاريع قومية عملاقة؟... فإن كانت الدولة عاجزة لسبب ما لا نفهمه عن استرداد حقها فى الاراضي والآثار والأموال المنهوبة بالقانون ورد الحقوق للخزانه المفلسة ووقف نزيف إهدار المال العام ، فعلى الأقل تقوم بسحب ثقتها المطلقة فيهم وتبدأ فى الاستغناء عنهم اليوم وليس غداً مع توفير ضمانات قانونية كافيه لاستبعادهم مستقبليا من تولى أى منصب حكومى أخر، فهؤلاء ليسوا إلا نسخ مستنسخة لا تعرف إلا إعلاء المصالح الشخصية ومن أجلها دهست القيم والمبادىء وانعدم الضمير واخترق القانون وانصهرت أحلام ملايين الشباب فى بوتقه فسادهم،هؤلاء الطغاة متوهمون أن دنياهم ستدوم إلى الأبد .. فلا يعقل أن يتحمل الشرفاء سنوات طويلة من الإنهيار المجتمعى والأخلاقى والتعليمى والسكنى والصحى حتى باتت حياتهم جحيماً لا يطاق يسددون فيها يوميا فاتورة لم يكونوا أبداً هم مستهلكيها، حتى أنهم خرجوا عن صمتهم وعبروا عن غضبهم و معاناتهم دونما خوف منددون بسقوط نظام تعمد إغتيال كرامتهم الانسانية ووأد الأمل فيهم ،ولم يكتف بذلك بل تمادى غروره وسطوته لاغتيال الغد المشرق لأبنائنا وأحفادنا ، وأصبحنا في ذيل باقى الأمم أقصى تطلعاتنا هو توفير لقمة العيش.. فإن كان المسئولين واعين أننا حكوماً وشعباً نملك جميعا مصيرا مشتركا، وأن الوضع الاقتصادى المتردى يفرض علينا أن نشد الحزام بالجوع والحرمان فليبدأوا أولاً بإستئصال الأورام السرطانيه التى مزقت جسد المجتمع بكل فئاته بقسوة ووحشية يندى لها الجبين.

مصر يا سادة ولادة بالعلماء والمبتكرين وهذا ما أكدته لنا الاحصاءات الرسمية الأخيرة حيث زادت نسبة براءة اختراع المصريين خلال عام 2015 أكثر من39 % مقارنة بالعام السابق له ، نفس العام الذى قدمت لنا فيه محافظة البحيرة (أصغر عالم فى العالم) الطفل "وليد محمد العبادى" مبتكر منظومة مضادات مغناطيسية قادرة على منع وصول الصواريخ للطائرات الحربية.. هؤلاء النوابغ الذين يعملون فى صمت وتحجبهم الأضواء لتبرز (الأسطورة) بديله عنهم يؤكدون أن المصريين ليسوا أصفارا على هامش الحياة، وأنهم قادرين على النهوض بالمجتمع من كبوته.

ولعل كبوة السياحة تكون أشد وطأة الفترة القادمة ، فنحن لا نعرف إذا كانت هناك دراسة قدمت للمسئولين تكشف لهم توابع الغلاء فى مصرعلى صناعه السياحة خاصة أنها تعتمد بنسبة كبيرة على استجلاب السياح الفقراء وأنها فشلت فى تسويق أنماط سياحية غير تقليدية لمخاطبة شرائح جديدة من السائحين ذوى الدخول المرتفعة، أو الارتقاء بمستوى الخدمات التى تعمل على زيادة مدة إقامة السائح خلال زيارته للمقصد السياحى، أو توفير دعم حقيقي للسياحة الثقافية ذات المكون السياحى المتميز والغير قابل للمنافسة على مستوى دول العالم أجمع!!

فإن كانت مصر تبحث عن مستقبل نهضوى يليق بها علينا أن نتحرر بأفكارنا خارج الصندوق البيروقراطى ،ونفك أسر آلاف الاختراعات الحبيسة فى أدراج المسئولين، ولنعطى لأهل العلم والفكر والنوابغ فى مصر معاول بناء هذا الوطن إقتصادياً وإجتماعياً ،فكفانا جدلاَ ومكايدة وتشرذم وابتذالاً وتصدير اليأس والسخرية من بعضنا البعض وإختلاق المشكلات والعراقيل لأنفسنا التى لا تثمر عن شىء ذى بال، اللهم فرحة وشماته أعدائنا فينا.

إتخذوا من التعليم والبحث العلمي منهجاً فى التفكير فى كيفية إدارة موارد الدولة الغنية برا وبحرا وجوا لتحقيق أقصى عائد منها فى كل القطاعات، ثم قوموا بتوظيف العائد فى خدمة متطلباتنا الحياتية للقضاء على الفقر والجهل والمرض اللذين يقودون إلى الإهمال والفساد والعشوائية تلك الأسلحة الفتاكة التى تنهش فى جسد الوطن.. ولعلكم تدركون بعد وفاة العالم الدكتور المصرى أحمد زويل الذى جاهد حتى أخر نبضه فى جسده لتحقيق حلمه فى بناء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا ساعياً لضم آلاف الأوائل من أجل الارتقاء بالبحث العلمى والتطوير فى مصر مؤكداً أن الاستثمار في البشر هو أفضل غاية فى اي مجتمع. ونحن نقترب من 100 مليون نسمه نمثل ثروة حقيقية تستحق أن يتم إعدادها ذهنيا ونفسيا بالقدر الذى يمكننا من قيادة عجلة الانتاج والنماء والحياة في المكانة التي تستحقها كنانة الله في أرضه.
 
 
ريهام البربرى
rehamelbarbary2006@yahoo.com