الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

إيزادورا ... حب صادق لا يموت

إيزادورا ... حب صادق لا يموت
عدد : 04-2016
بقلم الدكتورة/ زينب زغلول
مدرس مساعد - كلية الآثار -جامعة القاهرة


لُقبت إيزادورا بشهيدة الحب أو العاشقة إيزادورا ، واسمها في المصرية القديمة " بادي إيست"، بمعنى هبة أو عطية إيزيس .وهى ابنة لأسرة إغريقية كانت تعيش في مصر بمدينة أنطونيوبوليس (الشيخ عبادة حاليا ) على الجانب الشرقي للنيل بملوي . كان أبوها حاكما لهذه المدينة بمحافظة المنيا ، كانت إيزادورا في تلك الفترة فتاة جميلة عمرها ستة عشرة عاما ، حيث إلتقت الحب لأول مرة في حياتها ؛ عندما خرجت من مدينتها عبر النهر لتحضر أحد الاحتفالات الخاصة بالمعبود ( تحوت) رمز الحكمة والمعرفة في مصر القديمة ،

وهناك قابلت شابا مصريا يدعى (حابي) من قوات الحرس بمدينة خمنو (الأشمونين حاليا ) على الجانب الغربي للنيل ؛ فتعلقت به وأحبها هو أيضا حتى أنهما كانا يتقابلان كل يوم ، فكانت تذهب إليه عند البحيرة كما كان هو يأتي إليها بجوار قصر أبيها ، وبعد ثلاث سنوات من الحب بين العاشقين علم أبوها بذلك فقرر إنهاء هذا الحب ؛ ففي عرفه لا يجب أن ترتبط ابنته ذات الأصل الإغريقي بشاب مصري فأبلغ الحراس تتبعها وأن يمنعوا ذلك الشاب من ملاقاتها ، وبالفعل كان تضييق الخناق عليها حتى قررت أن الحياة دون حبيبها لا معنى لها . وذات يوم تمكنت من مغافلة الحراس وحاولت الخروج من القصر وفي أثناء ذلك سقطت غريقة في النهر . ندم أبوها أشد الندم على ما فعله بابنته ؛ فبنى لها مقبرة جميلة سجل فيها مرثيين طويليين باللغة اليونانية .

أما عن مقبرة (بادي إيست) فهى ضمن أحد البيوت الجنائزية التي يرجع تاريخها إلى أوائل القرن الرابع قبل الميلاد حتى نهاية القرن الثاني الميلادي . كانت تُبنى من الطوب اللبن المغطى بطبقات من الجص الملون . رسمت عليها المناظر الدينية المصرية القديمة يغلب عليها الطابع الإغريقي ، أغلبها تتكون من حجرتين تحتوي الداخلية منها على سرير توضع عليه مومياء المتوفى .

ترجع مقبرة إيزادورا إلى 120 ق.م ،عصر الإمبراطور هادريان ، المعروف عنه أنه كان يشجع الفن وبخاصة الهندسة والعمارة . تحمل هذه المقبرة رقم (1) بين مقابر منطقة تونة الجبل ، تفردت بكونها تظهر طرازا جديدا من العمارة الجنائزية . وهى تتكون من حجرتين متتاليتين ، الأولى للإستقبال وتقديم القرابين ، والثانية هى حجرة الدفن بها سرير جنائزي يقوم على عمودين حلزونيين إلى جانبيه ، وتعلو السرير كوة مستطيلة يعلوها جزء شبه قبوي شُغلت مساحته بصدفة كبيرة ترمز إلى ربة الحب عند الإغريق (أفروديت).

تتميز هذه المقبرة بأهمية خاصة لأن الباب الداخلي المؤدي من الصالة الأمامية إلى حجرة الدفن نقش الفنان على جانبيه الأماميين مرثيين طويلين باللغة اليونانية ، والتي لم نألف مثلها من قبل في أي من المباني الجنائزية.
 
 
الصور :