نهر النيل شريان حياة ووحدة مصر يمتد عبر 11 دولة أفريقية هم دول الحوض بطول 6650كم ،يسير في مصر من شمالها الى جنوبها بنحو1520 كم ، ليهبها بكرم ووفاء كل خيراتها على مر الزمان ،ولقد شهدت ضفافه مختلف الحضارات القديمة والحديثة التى أبهرت السياح من كل بقاع العالم. ورغم ذلك هناك البعض الذى يقابل هباته بنكران وجحود شديدين حيث تعرض النيل على مدار سنوات ليست بقليلة للعديد من أشكال وصور الاهمال والتعديات إما بسبب نقص الوعى أو كامل الادراك الشيطانى عند البعض الذين يعلون بمنفعتهم الشخصية على المنفعة العامة حتى اعتادنا معايشة الاهمال والفساد يوميا وأحد أخطر صوره غفلتنا لقدسية شريان حياتنا إلى أن أصبحنا أمام أمر واقع اسمه "سد النهضة"،
وفى ظل هذا التهديد طالعتنا “واشنطن بوست” فى تقرير أخير تناول أزمة بناء “سد النهضة”، وتأثيراته المباشرة على مصر، بصفتها دولة المصب، مؤكدا أن بناء السد يمثل تهديداً وجودياً للمصريين، وسيضعنا أمام خيارين، إما مغادرة البلاد أو الهلاك بداخلها، خاصةً بعد إرتفاع درجات الحرارة التى تؤدى بدورها إلى ارتفاع معدلات التبخر، وهو ما يتطلب المزيد من المياه للزراعة مما سيجعل مصر بحاجة دائمة إلى استيراد المواد الغذائية، خاصه مع توقع الزيادة السكانية في مصرالى 135 مليون نسمة بحلول 2050، فستكون مصر محتاجه الى 135 مليار لتر مكعب من المياه.
وما بين هلاكنا داخل مصر أو هجرتنا خارجها كما قالت الصحيفه الأمريكية توجد حقيقة غائبة يغفلها الكثيرين من دول الغرب وهى إيماننا الكامل بكل ما ورد فى كتاب الله عز وجل من قوله تعالى:( ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ (، وقوله تعالى:) اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ( ، وقوله تعالى: ) وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (...إذن وعد الله حق ولا فرار منها إلى أن تقوم الساعة بل ستظل أبد الدهر مصر بلد الآمن والآمان للمصريين وضيوفهم.. وما أكرم نيلها حينما يحدثنا عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم فى حديثه الشريف :- (رفعت لي السدرة، فإذا أربعة أنهار: نهران ظاهران، ونهران باطنان، فأما الظاهران: فالنيل والفرات، وأما الباطنان: فنهران في الجنة).
أن كنانة الله فى أرضه تدحض تصورات البعض عن حال مصر والمصريين مهما واجهت أزمات عتية،فلسنا نحن أبداً بالمهاجرين أو الهالكين أو المهزومين وتاريخنا يكشف بواطن قوتنا فى قدرتنا على حماية وجودنا من الهلاك والإندثار بين الأمم، ولطالما من أراد بنا السوء كان صريعا من الله..والملف لازال مفتوحاً وقابل للتفاوض لحل الأزمة بما يضمن توفير الأمن المائى للدولتين..ولكن قبل أن نلزم الأخر بالحفاظ على حقوقنا فعلينا أن نبدأ بأنفسنا ونلزمها بمواثيق أخلاقية من شأنها الحفاظ على نعم الله بالتعامل الأمثل معها كى يقينا الله شر ندرتها..حفظ الله مصر والمصريين.
|