بقلم / على ربيع
تعد دراسة هذه المعابد دراسة تفصيلية أمرا صعبا للغاية والسبب فى ذلك هو اختفاء أجزاء كثيرة من هذه المعابد واستخدام أجزاء منها كأساسات
لأبنية أخرى كما أن معابد الكرنك ليس لها تخطيط منظم وذلك لأن الملوك العظام الذين ساهموا فى تكبيرها عملوا على إضافة زيادات فى أكثر من جانب من جوسر جوانبها .
وكان أمنحتب الأول هو أول من فكر فى تشيد معبد للإله آمون رع فى الكرنك ، وأراد تحتمس الأول أن يتم ما بدأه أبوه ويشيد المعبد فى نفس المنطقة المقدسة ، وعندما تولت حتشيبسوت الحكم قامت بتشيد مسلتين ، وتحتمس الثالث اقام بعض المقاصير والصرح السادس والسابع والبحيرة المقدسة .
وصف المعبد :-
يبدأ المعبد بمرسى كان يستخدمه الإله آمون عندما يبحر من معبده فى الكرنك متجها إلى معبد الأقصر مستقلا مركبه المسمى ( أوسر حات ) ليحتفل بعيد الاوبت . وكان رصيف المرسى مرتفع ويسير بانحدار حتى يصل إلى مستوى الطريق الموصل إلى الصرح الأول والمزين بالكباش وكان يطلق عليه ( تا – ميت – رهنت ) أى طريق الكباش ، وكان يوجد فى الزاويتين الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية للمرسى مسلتان من الحجر الرملى الأحمر متقدمان طريق الكباش وهما من عهد الملك سيتى الثانى . نمر من طريق الكباش لنصل إلى الصرح الأول الذى شيده نكتانبو الأول ، وندخل من بوابة الصرح لنصل إلى الفناء الأول الذى يرجع للأسرة الثانية والعشرين وعلى جانبيه صف واحد من الأساطين البردية الضخمة ذات التيجان المبرعمة ترجع لعهد الملك شاشنق الأول .
يوجد على يسار الداخل من الصرح الأول ثلاث مقاصير شيدها سيتى الثانى لثالوث طيبة ، وخصصت اليسرى للإله موت بينما خصصت الوسطى للإله آمون رع وخصصت اليمنى للإله خونسو . كما يوجد على يمين الداخل من الصرح الأول معبد خاص بالملك رمسيس الثالث وخصصه لعبادة ثالوث طيبة ، وكان يبدأ المعبد بصرح عليه مناظر حربية للملك رمسيس الثالث وأمام الصرح تمثالان للملك رمسيس الثالث ، ويؤدى هذا الصرح إلى فناء مكشوف على جانبيه صفان من الأعمدة بكل صف ثمانية أعمدة وأمام كل عمود تمثال للمك بالهيئة الأوزيرية ، وتزين جدران هذا الفناء مناظر للملك فى علاقته المختلفة بالآلهة والإلهات خاصة ثالوث طيبة ، ومن الجدار الجنوبى للفناء ندخل إلى صالة مستعرضة حمل سقفها على أربعة أساطين بردية ذات تيجان مبرعمة ، ونصل من مدخل فى الجدار الجنوبى لهذه الصالة إلى بهو الأساطين ويوجد به 8 أساطين فى صفين ذات تيجان على شكل براعم ، والمناظر المصورة على جدران هذا البهو تصور الملك متعبدا ومتقربا للآلهة المختلفة . وفى النهاية الجنوبية لهذا البهو نجد مقاصير قدس الأقداس الثلاث ، الوسطى لآمون واليمنى لخونسو واليسرى لموت .
وفى وسط الفناء الكبير نجد أسطون طهرقا وهو الأسطون الباقى من القاعة التى أقامها هذا الملك والتى كانت تتكون من صفين من الأساطين ، وبكل صف خمسة أساطين بردية يجمعها معا جدار نصفى وكان فى وسطها قاعة لإستراحة آمون فى الاحتفالات ، وكان لها مدخل فى جوانبها الأربعة . نصل إلى الصرح الثانى الذى بدأه حور محب وأكمله رمسيس الأول وحفيده رمسيس الثانى الذى سجل اسمه عليه ، وقد عثر بالقرب من الصرح على لوحة كامس الشهيرة التى يحكى فيها كفاحه ضد الهكسوس . يؤدى المدخل الموجود بالصرح الثانى إلى أكبر بهو أساطين العالم إذ يحمل سقفه 134 أسطونا مشيدة من الحجر الرملى فى ستة عشر صفا ، ويعتقد أن أمنحتب الثالث هو الى أقام الصفتين الرئيستين ويشملان اثنى عشر أسطونا ، أما باقى الأساطين وعددها 122 أسطونا فقد أقامها (سيتى الأول وابنه رمسيس الثانى) فى أربعة عشر صفا ، وقد زينت جدران البهو مناظر تصور رمسيس الثانى متعبدا لآلهة طيبة ولأبيه سيتى الأول . وندخل من بهو الأساطين العظيم إلى الصرح الثالث الذى شيده الملك أمنحتب الثالث ، وهو مهدم حاليا وقد استخدم فى بنائه آثار كثيرة منها ، مثل الأحجار الكاملة لمقصورة سنوسرت الأول ، والأحجار المرمرية لمقصورة أمنحتب الأول ، والأحجار الخاصة بمقصورة الملكة حتشيبسوت المعروفة بالمقصورة الحمراء . وأما الصرح الرابع فقد شيده الملك تحتمس الأول وكان يمثل الواجهة للمعبد فى عهده وأقام خلفه صالة أعمدة ، زينت جدرانها مشكاوات بتا تماثيل للملك برداء الحب سد مرة بالتاج الأحمر ومرة بالتاج الأبيض ، وإقامة حتشيبسوت مسلتين فى صالة الأعمدة فأزالت الجزء الأكبر من سقف الصالة . بينما الصرح الخامس إقامة الملك تحتمس الأول ويؤدى هذا الصرح إلى صالة الأساطين التى اقامها تحتمس الأول ، وأضاف تحتمس الثالث حجرتين صغيرتين على جانبى مدخل الصرح الخامس . شيد الملك تحتمس الثالث الصرح السادس من الحجر الرملى وأقام خلفه مباشرة ما يعرف بصالتى الحوليات .
تتميز الصالة الأولى منها بوجود عمودين أقامهما تحتمس الثالث من الجرانيت الوردى يزين العمود الشمالى زهرة البردى رمز الدلتا ، بينما يزين الجنوبى زهرة اللوتس رمز الصعيد ، يوجد فى الصالة الثانية مقصورة قدس الأقداس التى أقامها الملك تحتمس الثالث . نصل من الصرح السادس إلى فناء كبير يعتقد أن معبد الدولة الوسطى كان مشيد فيه . نأتى بعد ذلك لشيء هام جدا الأ وهو معبد بهو الأحتفالات " آخ منو " ويتكون من ثلاث أجزاء ، الجزء الأول حجرات جانبية وتستخدم كمخازن ، الجزء الثانى بهو الأعياد والذى بجواره قاعة الأجداد والتى نقشت على جدرانها أسماء ملوك مصر ويظهر تحتمس الثالث متعبدا لهم وتعرف هذه القائمة بقائمة الكرنك ، بينما الجزء الثالث يشمل حجرات يتوسطها قدس الأقداس وبها منظر لحيوانات ونباتات التى جلبها الملك تحتمس الثالث معه من سوريا إلى حديقة المعبد ، وبهذا يعتبر تحتمس الثالث أول مؤسس لحديقة حيوان فى العالم .
وأقام أيضا الملك تحتمس الثالث الصرح السابع ونقش على جانبية المناظر التقليدية لقمع الأعداء . شيد الملك تحتمس الثالث البحيرة المقدسة والتى كانت تستخدم فى التطهير والتنظيف ويحيط بها سور من الطوب اللبن ، وبجوار البحيرة يوجد تمثال لجعل ضخم من الجرانيت يرجع لعهد أمنحتب الثالث ويمثل الآله خبرى . والصرح الثامن شيد فى فترة الحكم المشترك بين الملك تحتمس الثالث والملكة حتشيبسوت . بينما الصرحين التاسع والعاشر شيدهم الملك حور محب واستخدم فى بنائهم الأحجار التى أخذها من معبد آتون ومعابد إخناتون ، وكان الصرح العاشر يمثل الواجهة الجنوبية للمعبد فى عهد الملك حور محب ويتقدمه طريق للكباش يصله بمعبد الآلهة موت .
وفى الناحية الشرقية من الفناء الموجود بين الصرحين التاسع والعاشر معبد أقامه أمنحتب الثانى ، وكان يؤدى إليه درجان متقابلان وتتقدمه صفة ذات اثنى عشر عمودا يتوسطهما مدخل يؤدى إلى صالة أعمدة بها عشرون عمودا فى أربعه صفوف . كما يوجد جنوب معبد آمون رع بالكرنك معبد للإله خونسو ، ويعد من أهم المعابد وذلك لأنه نموذج كامل لمعبد الإله فى الدولة الحديثة ، وقد بدأه الملك رمسيس الثالث وأضاف إليه ملوك الأسرة العشرين والملك حريحور من الأسرة الحادية والعشرين . يتقدم المعبد طريق للكباش والذى يؤدى إلى صرح المعبد ، يتوسط الصرح مدخل يؤدى إلى فناء الأساطين الأول ويوجد به 28 أسطونا ، فى شمال هذا الفناء يوجد مدخل يؤدى إلى صالة أعمدة بها ثمانية أعمدة فى صفين ، وتمثل مناظر هذه الصالة ومناظر فناء الأساطين " حريحور " متعبدا للآلهة المختلفة ، ويوجد فى شمال هذه الصالة مدخل يؤدى إلى قدس الأقداس والذى يوجد به مقصورة زورق الإله خونسو ، ويحيط بقدس الأقداس حجرات جانبية ترجع لعهد الملك رمسيس الرابع ، ويوجد خلف قدس الأقداس مدخل يؤدى إلى صالة بها أربعة أعمدة ويحيط بها سبعة حجرات جانبية |
