الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

تسجيل رحلة العائلة المقدسة إلى مصر في قائمة التراث العالمي

تسجيل رحلة العائلة المقدسة إلى مصر في قائمة التراث العالمي
عدد : 06-2015
كنب أ.د./ عبد العزيز صلاح سالم
أستاذ الآثار الإسلامية
جامعة القاهرة


تعتبر مصر ملتقى الأديان والرسالات، وموطن الأنبياء والرسل، فجاء إليها سيدنا إبراهيم عليه السلام، وتزوج السيدة هاجر، ولذا فهي فمصر أم الدنيا، ثم جاء إليها سيدنا يوسف عليه السلام، وأصبح فيها وزيراً، وتبعه إليها أبوه يعقوب، كما دار على أرضها أعظم حوار بين المولى عز وجل وسيدنا موسى كليم الله عليه السلام، وشاء المولى عز وجل أن تظل مصر واحة السلام والأمن والأمان على الدوام، وملتقى الأديان السماوية الثلاث.

إن رحلة العائلة المقدسة ( السيدة مريم العذراء، والسيد المسيح طفلاً، ويوسف النجار)، إلى مصر طلبا للأمن والأمان، وما تضمنته الرحلة من مشاهد عديدة، وأحداث تاريخية، وأماكن تراثية، مسيحية أو إسلامية، امتدت على الأراضي المصرية على مدار قرابة الأعوام الأربعة التي عاشتها العائلة المقدسة في مصر، تستحق أن تكون تراثا استثنائيا عالميا، حيث تتحقق في هذه مسارات رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، المعايير المطلوبة لتصنيف التراث الثقافي والطبيعي في قائمة التراث العالمي.

ويتوفر في رحلة العائلة المقدسة إلى مصر كافة شروط ومعايير التسجيل في قائمة التراث العالمي، فالرحلة تتضمن المواقع التراثية المسيحية من الكنائس والأديرة والمزارات، والمواقع الأثرية الإسلامية من المساجد والمعالم والمدن الإسلامية، والمواقع الطبيعية من الأنهار، والصخور والنباتات والآبار والمحميات التي التجأت لها العائلة المقدسة في رحلة الهروب إلى مصر، منذ انطلقت الرحلة من بيت لحم إلى غزة، ودخلت مصر عن طريق سيناء من الناحية الشمالية من جهة الفرما، وسارت إلى تل بسطا، ومسطرد، وبلبيس، وسخا، ووادي النطرون، والمطرية، وعين شمس، والزيتون، ومصر القديمة، والمعادي، ومغاغة، والبهنسا، وجبل الطير، وأشمون، ودير المحروق، وغيرها من الأماكن المدرجة على
الخريطة الوطنية للزيارات.

وتتضمن رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، العديد من الجوانب الثقافية والحضارية والاجتماعية التي ترقى لتصنيفها في قائمة التراث العالمي، للتعريف بهذه الرحلة الاستثنائية الفريدة التي استمرت أكثر من ثلاث سنوات ذهابا وإيابا قطعت فيها العائلة المقدسة مسافة أكثر من ألفى كيلو متر داخل الأراضي المصرية، وكانت وسيلة مواصلاتهم فيها عبارة عن أدوات بسيطة، وسفن بدائية لعبور النيل، وقطعوا معظم الطريق مشيا على الأقدام متحملين المتاعب والمصاعب المختلفة من تعب المشي، وحر الصيف وبرد الشتاء والجوع والعطش والمطاردة في كل مكان، فكانت رحلة شاقة، تحملها السيد المسيح وهو طفل مع أمه العذراء والقديس يوسف.

ومن خلال تجربتي في العمل في المنظمات الدولية ذات الاهتمام لفترة طويلة، أستطيع الجزم بأن مشروع تسجيل رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، في قائمة التراث العالمي، من المشاريع المهمة التي تبرز القيمة العالمية الاستثنائية، أحد أهم معايير التسجيل في قائمة التراث العالمي، وسوف يقابل هذا المشروع بترحيب من كافة ممثلي دول العالم في لجنة التراث العالمي، وسيساهم معنا العالم كله في توفير الحماية الدولية لتلك المواقع التراثية المسيحية والإسلامية، وستساعدنا المنظمات الدولية ذات الاختصاص على تطوير محطات مسارات رحلة العائلة المقدسة في سيناء والصعيد، وإقامة الفنادق ومستلزمات التطوير، وستعود الفائدة على مصر من خلال تسجيل مسارات الرحلة وأهم محطاتها ومعالمها التراثية في قائمة التراث العالمي، ولن تجرؤ دولة في العالم على الوقوف ضد تسجيل رحلة العائلة المقدسة في قائمة التراث العالمي، وتصنيف معالمها التراثية والحضارية المسيحية والإسلامية تراثاً عالمياً استثنائيً، كما أن مصر في حاجة ماسة لمثل هذه المشروعات التي تسعى لتحقيق عدد من الأهداف منها ما يلي:

• إضافة مواقع تراثية مصرية جديدة في قائمة التراث العالمي باليونيسكو
• تشجيع السياحة الخارجية للمعالم الدينية المسيحية والإسلامية في مصر
• استقطاب شرائح جديدة لزيارة الأماكن التي إلتجأت العائلة المقدسة إليها في مصر
• التأكيد على تسامح الشعب المصري عبر عصوره القديمة
• المحافظة على التراث الثقافي المسيحي والإسلامي في صعيد مصر
• المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة في مجال التراث في سيناء وصعيد مصر
• المساهمة في مكافحة الفقر من خلال التنمية الاقتصادية في صعيد مصر
• تطوير مواقع السياحة الثقافية المسيحية والإسلامية في مصر.

إن مشروع تسجيل رحلة العائلة المقدسة إلى مصر في قائمة التراث العالمي، من المشاريع التي تحمل العديد من الأبعاد السياسية والثقافية والحضارية لمصر في هذه الفترة الدقيقة من تاريخها، كما أنه سيؤكد للعالم كله بأن مصر كانت ولا تزال مهدا للحضارات القديمة، وملتقى الديانات والأنبياء، وأرض السلام والمحبة. و سوف تبني جمعية التراث المصري فكره تسجيل رحلة العائلة المقدسة في القائمة الدولية.