جهاد ناصر تكتب:
يعد مانيتون أخر وأعظم المؤرخين الذين انجبتهم مصر القديمة كان كاهنا مصريا في معبد بسمنود في "محافظة الغربية" اشتهر بعلمه ومعرفته لتاريخ مصر ولغتها وكان ملما باللغة اليونانية.
و قد اراد بطلميوس الثاني " حوالي 280ق.م " أن يستفيد من علمه وذلك بتكليفه بكتابة تاريخ مصر وقد استقي مانيتون معلوماته مما كان في المعابد ومكاتب الحكومة من وثائق وقد جمع مانيتون في كتابه الشهير والمعروف بـ " aegyptiaca " اي التاريخ المصري تتابع الملوك وعهودهم في شكل مجموعة أسرات حاكمة تنتظم فيما بينهم بحكم القرابة الفعلية او بحكم النظام القائم مع ملخصات لسنوات حكم هذه الاسرات وكذا الفترات التي استمرت زمنا طويلا ومما يبعث علي الحزن ان تاريخ مانيتون الاصلي قد فقد في حريق مكتبة الاسكندرية ولم يعثر حتي الان علي اي نسخة كاملة منه او ناقصه وكل ما وصل الي ايدينا ليس الا مقتطفات من ذلك التاريخ نقلها المؤرخ اليهودي يوسيفوس اسماه "الرد علي إبيون" مدافعا فيه عن اليهود ضد ما كتبه إبيون الكاتب السكندري والذي رمي فيه اليهود بكل شائنة ونقيصه فحاول يوسيفوس ان يمجد بني جنسه فقال ان الهكسوس هم اليهود ونقل كثيرا من كتاب مانيتون مما إعتقد أنه يؤيد حجته
علي ايه حال فان تاريخ مانيتون يمدنا باسماء الملوك الذين حكموا مصر في عصورها الفرعونية مدونة بنطقها اليوناني ولم يقتصر في تاريخه علي الحياه السياسية وانما ارخ كذلك للحياة الاجتماعية وعلي الرغم من الاخطاء التي حدثت في النقل وما اصاب الملوك من تخريب كذلك ما اصاب بعض النصوص فإن ما وصل الينا من تاريخ مانيتون يعتبر اهم المصادر لتاريخ مصر ولا يمكن الاستغناء عنه |
