الدكتور ناصر الكلاوى يكتب
يمثل مسلسل ،، سرايا عابدين ،، نقطة سوداء فى تاريخ الدراما المصرية عامة و للمشاركين فيه بصفة خاصة ، لانه تسبب فى تشوية مصر فى حقبة هامة من تاريخ امتنا المصرية.
و لقد ولد الخديو اسماعيل عام 1830م ، و تولى حكم مصر عام 1863م ، و تلقى تعليمه فى اوروبا ، و تولى رئاسة مجلس احكام مصر اثناء حكم سعيد باشا .
ان الخديو اسماعيل عمل مخلصا من اجل مصر الوطن ، و لكنه وقع فى العديد من الاخطاء نتيجة تسرعه فى احداث نهضة فى كافة المجالات ، و لم تكن الامكانيات المادية و الاقتصادية لمصر مناسبة لكل اماله و احلامه .
و قد احدث الخديو اسماعيل العديد من الاصلاحات السياسية و الزراعية و التشريعية و العمرانية.
و لقد شجع الخديو اسماعيل انشاء مجلس النواب سنة 1866م ، و مصلحة البريد و الجمعية الجغرافية عام 1875م ، و انشاء العديد من المدارس و المصانع ، و شق العديد من الترع التى اسهمت فى زيادة الرقعه الزراعية ، و فى عهده تم افتتاح قناة السويس للملاحه الدولية بعد وفاة اكثر من 100 الف شهيد مصرى عام 1869م ، و قد قام الخديو بتغيير بنود التعاقد بين الحكومة المصرية و الشركة صاحبة الامتياز.
و قد استعان الخديو اسماعيل بالمهندس الفرنسى ،، هاوسمان،،للمشاركة فى مشروع تطوير مدينة القاهرة عن طريق انشاء العديد من الاحياء الجديدة مثل حى الاسماعيلية ، و الطرق و الميادين الجديدة ، و كوبرى قصر النيل و الجلاء .
و انشاء العديد من الحدائق العصرية ذات التصميم الاوربى مثل حديقة الحيوان و الاورمان بالجيزة ، و حدائق الاسماك و الزهرية بجزيرة الزمالك.
كما استطاع الخديو اسماعيل تحقيق استقلال نسبى لمصر عن السلطنة العثمانية ، و تم تغيير نظام وراثة العرش ليكون لاكبر ابناء الحاكم ، بعد الحصول على الفرمان الخاص بذلك عام 1866م ، و حصل اسماعيل على لقب الخديو عام 1867م ، و اصبح من حقه عقد الاتفاقيات التجارية مع الدول الاجنبية .
و تم تشييد العديد من القصور فى عهده مثل قصر عابدين الذى اصبح مقر الحكم الرئيسى لمصر بدلا من قلعه الجبل ، و شيد سرايا الجزيرة ، و سرايا الجيزة ، و سرايا الاسماعيلية ، و سرايا بولاق ، و سرايا النزهة ، و سرايا الزعفران ، و قصر الطاهرة ، و سرايا المنصورة .
و نتيجة كثرة الديون فقد تنازل الخديو اسماعيل عن العرش لابنه توفيق عام 1979م تحت وطاة الضغوط الخارجية ، و غادر مصر .
ان المشروع الاصلاحى للخديو اسماعيل كانت له العديد من الايجابيات و السلبيات ، و لقد احدث الخديو اسماعيل تغيير جذرى فى حياة المصريين .
و لا يمكن ان نختزل هذا الجزء الهام من تاريخ امتنا فى مسلسل ضعيف ، لان حياة الخديو بها من المواقف و الاحداث التى تمثل دراما حقيقية ، كان من الممكن اعادة صياغتها و طرحها على الشاشة حتى يتعلم الشباب المصرى الحقيقى للخديو اسماعيل .
ان ملسل سرايا عابدين الزى عرض على شاشة التليفزيون عام 2014م يمثل جريمة مكتملة الاركان فى حق المصريين ، و يجب العمل على عدم انتاج الجزء الثانى خلال العام القادم.
|