الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

في نهار ... تبسم فيه أبو الهول
حوار الحكمة 3

في نهار ... تبسم فيه أبو الهول 
حوار الحكمة  3
عدد : 08-2014
بقلم دكتور/ إبراهيم حسن الغزاوي
المهنة: مواطن مصري
eommar@hotmail.com
algh0031@umn.edu

التقيته عدة مرات...وتنوعت ما بين الحزن والدموع..وبين الرضا ..والابتسام..وعندما ارتاح إلي ..أعطاني من فيض حكمته ... ووعدني بلقاء جديد...يكمل لي مناهل الحكمة ..ويمدني بروافد العقلانية ...التي يراها لازمة للبلاد ..أكثر ما يكون هذه الأيام....
ذهبت إليه..في يوم قيظ شمسه لا تغيب عن أجواء القاهرة... ولكنني لم أعبأ بالحرارة ولا باللهيب ..وكيف وأنا بسبيلي للقائه ....أبو الهول..حارس الحضارة وسادن الحكمة ... قاهر الزمان وراعى المكان...في أرض مصر المحروسة...
أحسست هذا اللقاء أنني أقوى من اللقاءات السابقة.... فمصر قد دشنت منذ ساعات مشروعا قوميا لقناة السويس الجديدة..مشروعا عملاقا ..رافعة هائلة للاقتصاد المصري ..وخطوة طال انتظارها لتضع مصر على طريق الانجازات المؤثرة التي ستساهم بالتأكيد في انتشالنا من وهدة الفقر وضيم الضعف والعوز والحاجة... نعم أحسست بالراحة وأنا ذاهب إليه هذه المرة ..وأنا أحمل أنباءً أخرى عن مشروعات قومية تلوح في الطريق...
تسارعت خطاي إليه..وكأنني أتعجل لقاؤه... وقد انتويت أن أحادثه ..وأقول له أننا قد بدأنا مسارنا ..
انتظرتك...أين كنت ؟ علمت أنك قادم في الطريق.... ابتدرني وأربكني....
كيف علمت ؟ سألته .... عندما علمت أخباركم الجديدة ومشاريعكم الحديثة علمت أنك ستأتيني وتحادثني..
إذا كان خبرنا لديك... زدني إذن يا راعي الحكمة...هكذا انسابت مني الكلمات دون أن أملك لها ردا ولا نظما...
واجبكم يا مصريون لم يتوقف على اختياركم للرجل الذي يقودكم في بيداء المصاعب التي غرقتم فيها حينا وحين..نعم لقد بدأ واجبكم منذ اللحظة التي أسبغتم فيها على رئيسكم أردية المسئولية .... عليكم أن تتمسكوا بكل اعتزاز ويقين بمشروعاتكم القومية الكبيرة الجديدة..فهى التي ستحدث في حياتكم شأنا جديدا من الرواج والغنى...وبغيرها لن تبرحوا أماكنكم..فاحتياجاتكم جمة وإنجازاتكم في العقود السالفة كانت خواء...
عليكم أن تقوموا من فجر يومكم لتعملوا بجد واجتهاد...عليكم أن تلفظوا إضاعة وقتكم في القيل والقال..عليكم أن تتوقفوا عن لوم الدولة وأن تعلموا أنكم شركاء في أي إنجاز حقيقي تريدونه لأنفسكم..وعليكم قبل كل شيء أن تدركوا حكمة الزمان ....
حكمة الزمان ؟!.. وما هي يا حارس الأبدية؟ ..
ابتسم أبو الهول ابتسامة لم أرها على محياه منذ عرفته .... في سنوات وسنوات ...
ثم أتتني كلمته ..فصل في خطابها... إنكم فقط القادرون على إعادة صياغة مسار حياتكم..وتجميل مستقبلكم وقادم أزمانكم بالعلم والغنى والتقدم...و إياكم أن تتصوروا أن رئيسكم قادر بمفرده أن يخرجكم من عثرتكم..وإياكم أن تتصوروا أن مساعدات الأشقاء سوف تكفى لتنشلكم من فقركم..وإياكم أن تستسلموا لصعوبة التحديات المثيرة التي تنظركم..وعليكم أن تدركوا أنكم اليوم أقرب ما تكونوا لطريقكم السوي ...وقد عركتكم عثرات الماضي القريب..وعلمتكم حكمة قد تأخذ شعوبا أخرى مئات السنين كي يعقلوها..أنتم عقلتموها في أيام وشهور قليلة..ولعلكم لا تقفوا عند حد الحلم والطموح..فاعملوا بجد..والتفوا حول الرجل الذي ألجمتموه بقيد مسئولياتكم ..الفتوا حوله وضعوا أيديكم في يده.. ...
وإياكم أن تؤلهوا رئيسكم...فهو بشر ..وقدراته مرتبطة بقدراتكم على أن تدعموه بالعمل الصادق وبحبكم لبلادكم..وبصبركم على بعض من العنت في العيش ..فهو مثل غيره ..ليس مالكا للغة هدهد سليمان أو عصا موسى..أنبياء الرحمن..إنه منكم وعليكم أن تساعدوه بما أوتيتم من الجهد والحب والتقدير للمهمة الجسيمة التي كلفتموه بها.. وهو يقينا سيطوقه دعمكم وسيستجيب لأحلامكم وسيقودكم لمستقبل أفضل بكثير مما أنتم عليه الآن... أنا أعلم ذلك مما علمني ربي ... ومن حكمة الدهر الذي توالت علي سنواته بلا حدود وأنا أقف هنا..يخالني الجهال حجرا وأنا أشعر منهم بنبضات الوطن ... وعثرات الزمن ...وغفلة البشر عما يصلحهم ويهدي سبيلهم ..
واستعددت لسؤالي التالي..لكنه ابتدرني باسترساله في حكمته الغالية..وأضاف... وإياكم وعادتكم المرذولة... إياكم وتأليه الحاكم والاكتفاء بالغناء له.. فلا تفسدوه عليكم ..لا تحيلوا تواضعه لكبر ..ولا توقعوه في فخاخ الإكبار والإجلال التي لا تليق بغير خالقكم وخالقي..الواحد الديان ..واعلموا أن أكثر ما يفسد الحاكم على قومه ..أن يراهم مهللين مصفقين...مقبلين متملقين...مكتفين بالغناء المفعم بالإكبار والتعظيم...لقد أوليتموه مسئوليتكم..وربما هو ليس بخيركم ..ولكنه الآن يحمل الأمانة..و واجب عليكم أن تدعموه وتقفوا بجواره وتمدوا له حبائل التأييد والمؤازرة..ويغيرها فلن يكون لكم في موارد التقدم موطئا ... .
وبماذا تريدنا أن نتعامل معه يا حاكم العقل ويا حاجب البصيرة ؟
عليكم أن ترقبوه في عمله ..بعقل وحكمة..وأن تلتفوا حوله ..بجدكم واجتهادكم..وأن تتخلوا عن الجدل الذي أوهنكم كما أوهن غيركم... وعليكم أن تلزموه بمواثيقكم... فتطيعوه ما التزم خيركم ... وأن تحكموا في خطواته الحكمة وليس الهوى..وأن تختاروا مجالسكم النيابية ممن هم قادرين على صياغة مصالحكم بحكمة وعقل.. نعم تخيروا نوابكم ممن هم لديهم علما وحكمة..وقدرة على رقابة رئيسكم وحكومتكم... فالحكم الرشيد قرين بأداء منضبط وقدرة على العطاء عالية..وتواجد رقابي قوى وحكيم لجهاز تشريعي قادر على ضبط أداء حكومتكم... وبغيره لا تستقيم أموركم ...
وإياكم أن تسمحوا لسدنة الدين أن يلجموكم بتدينهم المحدود وعقيدتهم المستغلقة... وعليكم أن تعتزوا بإسلامكم الوسطي العظيم..الذي جعل لمصلحة العباد في دنياهم قيمة عليا ..وهدفا دينيا عظيما ... في الوقت الذي أعطاكم فسحة من دينكم ...وجعل حسابكم عليه وحده..الحق الباقي قبل كل شيء وبعد كل شيء... لا تقعوا في فخاخ التدين الأرعن ... ولا تصدقوا أن هناك من بني البشر من يملك مفاتيح الجنان...فالواحد الديان قد احتفظ لنفسه بهذا الحق ..هو وحده وليس غيره.. توكلوا على خالقكم واعملوا بجد وتجرد لمصلحة وطنكم ..حتى تنالوا رضا رب الأوطان... وكونوا في عون بعضكم بعضا...ولا تروعوا إخوانكم ... وتذكروا قول نبيكم العظيم محمدا... سيد بني آدم... عندما قال في حديثه الكريم: " مَنْ رَوَّعَ مُسْلِمًا رَوَّعَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" .. وتحابوا بينكم ..فالكارهين غير قادرين على البناء....
بهرتني حكمتك يا شادي الأزمان ..ولكنني ...
لم يدعني الحكيم أكمل ... فقاطعني بقوله..يكفيك يا بني ما قلته لك اليوم..لا ترهقني بالمزيد حتى أرى من عملكم ما يرضيني ويشعرني أنكم قد أفقتم من غفوتكم....
سآتي إليك عما قريب .. يا مصباح الحكمة .. هكذا كان ردي عليه ...وهنا لمحته يبتسم مرة ثانية..ولكنها هذه المرة كانت ابتسامة رضا ..لمحتها في عينيه ... ولم أرد أن أرهقه أكثر من ذلك..
لقد أعطاني من حكمته الكثير في هذا اللقاء..وانفرجت سريرتي بابتسامته الخالدة... التي افتقدتها كثيرا ..والتي أتطلع أن تظل مرسومة على وجهه ..في كل الأزمان .. وأنا على يقين أنها ستستمر..فقط إذا وعى بنو وطني حكمته الخالدة.....
يارب .. لا تغيب عن مصر ابتسامة أبو الهول ..إنها قبس من فيض رحمتك بعبادك في مصر ....