الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

مصر ونشأة الأقاليم

مصر ونشأة الأقاليم
عدد : 07-2014
اذا نظرنا لخريطة مصر فى العصور السحيقة (ما قبل التاريخ) سنجد ظهور معالم حضارية ببناء المدن و التكاتف فى أعمال الزراعية، فقد وهب الله لمصر النيل بفيضانه فأعطى الاستقرار و بناء الحضارة ،فلنقرأ خريطة مصر بصفة عامة نجد الآتى : أقاليم مصر السفلية (الوجه البحرى) و أقاليم مصر العليا، فإذا بدأنا بالوجه البحرى نجد (محافظة القاهرة ) والتى ذاع صيتها فى العصر الحجرى الحديث ( ما قبل الكتابة ) أهم مراكز حضارية (أطلق عليها حضارة نظرا لأنها مناطق سكانية و البقايا الأثرية التى عثر عليها تعبر عن فكر الإنسان ومعارفه التى توصل إليها ) و اختيار المواقع أو المراكز لابد أن تكون الأراضى منخفضة بعيدة عن فيضان النيل و يكون قريبا من موارد الماء و قريبا من طرق المواصلات البرية و النهرية، و أهم المراكز هى :
1- المعادى : و قد شهدت علاقات خارجية مع فلسطين، و لم يتبق منها سوى مساحة صغيرة بجوار القمر الصناعى فى حى المعادى.
2- حلوان (حضارة العمرى ): فهى ترجع إلى حوالى 5000 ق.م، و قد سميت باسم مكتشفها العالم الأثرى أمين العمرى و هى أقدم حضارة.
3- هليوبوليس ( عين شمس- المطرية ): تعرف قديما باسم " إيون " و التى نالت شهرة واسعة طوال التاريخ المصرى القديم و طوال العصر اليونانى "هليوبوليس" على اعتبار أنها مركزا رئيسيا لعبادة الشمس.

ثم نتجه بالخريطة إلى (محافظة القليوبية ) أهم أقاليمها هى تل أتريب الواقعة على بعد حوالى 3 كم شمال شرقى مدينة بنها ترجع إلى الأسرة الرابعة. ثم نسافر إلى محافظة المنوفية فنجد محاجر قويسنا و عاصمتها ( برأوزير ) و هى بلدة أبو صيربنا مركز سمنود الغربية حاليا، و كان الإله أوزير هو الإله الرئيسى و يرمز إليه بعمود الجد لذا عرفت العاصمة باسم " جد ". أما (الغربية) فنجد مدينة صا الحجر ( سايس ) التى كانت مركزا دينيا منذ بداية الأسرات و مقرا لتعليم الطب و صناعة الأنسجة، و كذلك مدينة أبو صيربنا التى كانت مركزا مقدسا للزيارات الدينية و كذلك مدينة سمنود التى ينتمى إليها المؤرخ مانيتون. أما (محافظة الشرقية) فنجد مدينة تانيس ( صان الحجر) التى ترجع إلى أسرة 21 حيث يمكننا أن نطلق عليها " طيبة " الشمال على اعتبار أنها كانت من أهم العواصم المصرية فى الشمال أما مدينة تل بسطة فهى ترجع إلى أسرة 22. و إذا اتجهنا إلى (محافظة الدقهلية) فنجد مدينة تل الربع كانت مقرا لحكم الأسرة التاسعة و العشرون و كان لها دور فى مقاومة الفرس، و فى العصور المبكرة كانت تسمى "عانبت" ثم أصبحت " جدت " حيث كانت مقرا لعبادة الإله "آمون رع"، أما منطقة تل البلامون الذى يعتبر من أهم التلال فى الوجه البحرى حيث كانت عاصمة للأقليم " بحدت " و باليونانية " ديوسبوليس بارفا " أى مدينة الإله زيوس بمعنى آمون رع و هى تبعد عن دمياط حوالى خمسة كيلومترات، أما (محافظة دمياط) فنجد فيها مجموعة من التلال الأثرية التى يرجع تاريخ بعضها إلى العصور المتأخرة القديمة والبعض الآخر يرجع للعصرين اليونانى و الرومانى. أما (محافظة البحيرة ) سميت "إمنتى أى" أى الغربى و العاصمة هى " بر-نب-ماو" أى مقر سيد النخيل و تقوم على أطلالها الآن قرية كوم الحصن مركز كوم حمادة، و يمتد هذا الاقليم ليشمل مساحات شاسعة فى اتجاه الشمال حتى البحر المتوسط على طول الضفة الغربية لفرع الدلتا الغربى مما جعلها عرضة للإنقسامات الإدارية نظرا لإمتداد رقعة الأرض الزراعية لمسافات طويلة و للزيادة السكانية ، حتى أنها قسمت فى العصر البطلمى إلى ثلاثة أقاليم و كان الإله الرئيسى هو الإله "حور" ثم "حتحور" فيما بعد، أما مدينة دمنهور فكانت العاصمة و عرفت بإسم "بادمى إن حور " أى مدينة الإله حورس على اعتبار أنها كانت مركزا لعبادة هذا الإله ثم عرفت فى النصوص المصرية " بحدت" أما فى النصوص اليونانية " هرموبوليس يارفا"، و نجد وادى النطرون برغم شهرته التى ترجع إلى وجود عدد كبير من الأديرة الهامة إلا أن آثاره ترجع إلى الدولة الوسطى حيث عثر على قلعة و معبد و قد عثر أيضا على بعض التماثيل لأفراد من عهد رمسيس الثانى. أما فى (محافظة كفر الشيخ) التى تعرف بإسم "خاسو" و فى اليونانية " اكسويز" و نجد مدينة " بوتو" التى كانت عاصمة لمصر السفلى و مقرا لحكام الشمال قبل توحيد قطرى مصر على يد نعرمر و كان لارتباط مدينة بوتو باثنين من آلهة مصر العظام "حورس و واجيت " فأدى ذلك إلى احتفاظها بمكانة دينية طوال العصور القديمة، و كان موقع الجغرافى لمدينة بوتو مثار جدل بين علماء آثار وذلك لأن الآثار المستخرجة من الموقع لا تعود لقبل العصر المتأخر و العصرى اليونانى و الرومانى مما لا يتفق مع الأهمية الأثرية و التاريخية و ما زالت أعمال الحفر العلمى مستمرا حيث كشف لنا أن موقع تل الفراعين الحالى الواقع على بعد 24 مترا إلى الشمال الغربى من كفر الشيخ هو مدينة بوتو القديمة، و هناك مدينة خاسوت و هى سخا الحالية العاصمة للإقليم " كاخاست ذات ثقل سياسى و دينى و التى خرج منها فراعنة الأسرة الرابعة عشرة و كانت مقرا لحكمهم. و بالطبع (مدينة الاسكندرية) أسسها الاسكندر الأكبر.

مصر و نشأة الأقاليم الجنوبية

إذا تحدثنا عن أقاليم مصر الجنوبية فلابد لنا أن نبدأ ( بمحافظة الجيزة ) و كلمة " الجيزة " اسم عربى بمعنى اجتياز من مكان إلى آخر، و قد شهدت أقدم المدن المصرية "مدينة منف" التى تقوم على أطلالها الآن قرية ميت رهينة مركز البدرشين، و التى تضم أضخم جبانات فى مصر القديمة و ذلك منذ أن كانت عاصمة للبلاد أى فى الأسرات من الأولى حتى الثامنة، و تمتد من أبو رواش شمالا،الجيزة، أبو صير، سقارة، دهشور، حتى ميدوم ( بنى سويف) جنوبا. و لأهمية مدينة منف فهى أول عاصمة لمصر الموحدة على يد الملك "نعرمر" مؤسس الأسرة الأولى، و منها خرجت إحدى نظريات خلق الكون ( أى ظهور أول فلسفة دينية ). و لها أسماء كثيرة مثل " من نفر " أى ثابت و جميل و بالإغريقية " ممفيس ". ثم إذا اتجهنا جنوب غرب القاهرة ناحية (محافظة الفيوم) أى "شدت " بإغريقية و هى إحدى محافظات شمال الصعيد، سنجد هنا طبيعة خاصة لها فهى عبارة عن منخفض غربى النيل يستمد مياهه من ترعة بحر يوسف التى تخرج من النيل عند ديروط (شمال أسيوط) وتصب فى هذا المنخفض مما أدى إلى تحوله إلى بحيرة كبيرة تتسع و تضيق طبقا لمنسوب مياه النهر ، و قد أطلق على هذه البحيرة اسم " mr wr " أى البحر العظيم و قد حرفت فى اليونانية إلى "موريس" ثم فى القبطية "بيوم" أو "فيوم" ثم انحسرت هذه البحيرة تدريجيا و لم يتبق منها سوى بحيرة قارون الحالية. ترجع إلى العصر الحجرى الحديث حيث انتشرت فى مناطق صغيرة على الحافة الشمالية للبحيرة فى المرتفعات القريبة من ديمه و كوم أوشيم و قصر الصاغة. و قد قسمت إلى حضارة الفيوم (أ) و حضارة الفيوم (ب) و كذلك حضارة (جرزة) التى تقع عند مدخل مدينة الفيوم. و قد عرفت فى العصر البطلمى بإسم إقليم " أرسنوى " نسبة إلى زوجة بطليموس الثانى الذى اهتم بالمدينة و قد استطاعوا البطالمة من تقليل حجم البحيرة عن طريق السدود و قد جففوا جزءا كبيرا بالمستنقعات حتى تحولت إلى أراضى صالحة للزراعة، و لما كانت البحيرة مليئة بالتماسيح فقد أصبح الإله سوبك ربا للأقليم. و بها عدة أماكن أثرية مثل اللاهون وهوارة و معبد اللابيرنت أى قصر التيه ثم ننتقل إلى ( محافظة بنى سويف ) التى ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ و بها عدة مواقع هامة مثل "أبو صير الملق" التى عرفت فى النصوص المصرية القديمة "بو أوزير" أى مقر الإله أوزيريس و ترجع إلى عصور ما قبل أسرات. أما "إهناسيا" التى تقع على بحر يوسف و عرفت فى النصوص المصرية القديمة "حت نن نسو" أى مقر الطفل الملكى ثم حرفت فى العربية إلى إهناسيا و تعرف أيضا بإسم "أم الكيمان" نظرا لما تضمه من أكوام أثرية كثيرة أما فى النصوص اليونانية فهى "هرقليويوليس" أى مدينة هرقل الذى ربط اليونانيون بينه و بين الإله المصرى "حر حرى شاف" و كانت المدينة ذات شهرة دينية و كانت عاصمة للبلاد طوال الأسرتين التاسعة و العاشرة لكنها عانت من التدمير فى العصور التالية إذ زحف عليها العمران فضاعت معالمها. و هناك أيضا مدينة ميدوم التى عرفت فى النصوص القديمة بإسم "مرتم" التى ربما تعنى "بحيرة الإله آتوم" و أصبحت تعنى فى العربية ميدوم وتقع على بعد 25 كم من مدينة الواسطى شمال بنى سويف. ثم نتجه إلى ( محافظة المنيا ) و هى ذات اسم مشتق من كلمة " منى" أى ميناء و ذلك إشارة إلى موقعها على نهر النيل. و منذ عصور ما قبل التاريخ استوطن المصرى أرض المنيا فكان لها دورا متميزا فى الدولة القديمة فتطور فى الدولة الوسطى أما فى الدولة الحديثة فقد نال اهتماما كبيرا فى عهد الملك أختاتون (حيث كانت العاصمة تل العمارنة). و كانت مركزا لعبادة الإله جحوتى إله الحكمة فى مصر القديمة و مهبط نظرية من نظريات الخلق ( ثامون الأشمونين) . و هناك عدة مواقع ذات أهمية فنجد منطقة "بنى حسن" التى مركز أبو قرقاص و هى مشهورة بمقابرها المنقورة فى الصخر ترجع معظمها لعصر الدولة الوسطى ، و منطقة الشيخ عبادة التى تقع فى الشمال الشرقى من مدينة ملوى ترجع إلى العصر العتيق بإضافة إلى مدينة التى نادى بها أختاتون لتكون العاصمة الدينية و هى آخت آتون أى أفق آتون و هو الذى تقوم على أطلالها قرى ثلاث و هى تل العمارنة الحاج قنديل مركز ديرمواس و الحوطة وهى مركز ديروط بمحافظة أسيوط.

نأتى إلى جنوب الصعيد بداية من (محافظة أسيوط) و ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ، فقد عرفت فى النصوص المصرية القديمة بإسم "ساوت" التى ربما تعنى "المحمية" و فى النصوص اليونانية "ليكونبوليس" أى مدينة "الذئب" الذى كان هو إبن آوى رمزا لإله وب واوت أى فاتح الطريق. تقع أسيوط على رأس طريق القوافل الذى يربط وادى النيل بالواحة الخارجة و بدارفور غربى السودان و الذى يعرف بدرب الأربعين الذى يعتبر طريق التجارة بين وادى النيل و بقية أفريقيا فإكتسبت أسيوط موقعا استراتيجيا هاما، و قد شهدت مولد حضارات هامة عبر عصور ما قبل التاريخ (العصر الحجرى الحديث ) مثل " قاو الكبير" ترجع إلى العصر الحجرى القديم الأعلى حيث كانت قرية تقع على البر الشرقى للنيل و قد جرفها النيل فى آواخر القرن الثامن عشر وحلت محلها قرية الهمامية و كلمة( قاو) محورة عن المصرية تعنى الشاهق، أما "قرية البدارى" ذات حضارة عظيمة ترجع إلى عصر النحاسى، و تقع بالقرب من قرية البدارى " دير تاسا " على الضفة الشرقية للنيل و تعتبر نموذجا طيبا لحضارات الصعيد فى مرحلة العصر الحجرى الحديث، و نجد فى شمال أسيوط قرية "القوصية" على ترعة الإبراهيمية و التى عرفت فى النصوص المصرية القديمة بإسم "قيس" و فى اليونانية "كوسان" ثم "قوصية" فى العربية و كانت مركزا لعبادة الإلهة حتحور لكن لم يتبق شيئا يذكر من أطلال المدينة و غير ذلك من عدة قرى على الشاطئ الشرقى للنيل منها "قصير العمارنة" و" دير الجبراوى" و "كوم إشقاو" التى تقع على بعد 6 كم إلى الشرق من قرية مشطا ربما يرجع تاريخها إلى العصر الفرعونى إلا أنها ازدهرت فى العصر البطلمى و قد سميت فى النصوص اليونانية أفروديتو بوليس، و إلى الجنوب من أسيوط نجد قرى منها "دير ريفة" التى اشتهرت فى عصر الدولتين الوسطى و الحديثة، و إلى الشرق منها تقع قرية "شطب" و كان اسمها فى القبطية شوتب ثم بالعربية شطب و كانت مركزا لعبادة الإله خنوم.

نأتى بعد ذلك إلى ( محافظة سوهاج ) ففى عصور ما قبل التاريخ استقر الانسان على أرضها فنجد "العمرة" التى تقع جنوب شرق أبيدوس و ترجع إلى عصر ما قبل الأسرات و "المحاسنة" التى تقع جنوب بيت الخلاف و بدأت أهميتها من عصر ما قبل الأسرات و قد لعبت مدينة "ثنى" دورا بارزا فى عصر ما قبل الأسرات و بداية الأسرات و من "البربا"مركز "جرجا" خرج فيما نعتقد حتى الآن حكام الذين وحدوا قطرى مصر و كان آخرهم الملك نعرمر، و كانت "أبيدوس" المركز الرئيسى لعبادة أوزيريس و أصبحت المدينة الدينية المقدسة و هى تتبع مركز البلينا و تقع على حافة الصحراء الغربية و تشمل قرى العرابة المدفونة و بنى منصور و الغايات عرفت فى النصوص المصرية بإسم آبجو أو آبدو ثم أصبحت باليونانية أبيدوس، و نجد "جبل هريدى الواقع على الضفة الشرقية للنيل فى مواجهة مدينة طهطا فقد استخدم الجبل كمحجر قديم (فنجد أن طبيعة البلاد جبلية فنشأت منها مدن جبلية) منها على سبيل المثال "كوم إشقاو" التى تتبع مركز طهطا و عرفت فى النصوص اليونانية بإسم أفروديتوبوليس ، و على الضفة الغربية لنهر النيل جنوب غرب سوهاج تقع "الشيخ حمد أو أتريبس" و هى فى مواجهة مدينة أخميم عرفت فى النصوص المصرية بإسم "حت ربيت" أى مقر الألهة ربيت و فى اليونانية أتريبس، و إلى الجنوب الشرقى من سوهاج تقع مدينة " المنشاة" وهى على الضفة الغربية لنهر النيل، أما "الهجارسة" فتقع فى جنوب سوهاج على الضفة الغربية لنهر النيل، أما على الضفة الشرقية منه فتقع مدينة "أخميم" الذى اشتق اسمها من خنت مين وهو الاله مين (إله الإخصاب) و باليونانية تعرف بإسم "بانوبوليس" و بالقبطية "خمين" ثم بالعربية " أخميم" التى لعبت دورا كبيرا من التاريخ الفرعونى حتى الإسلامى و من سوء حظ أنها تقع الآن تحت عمائر المدينة الحديثة و قد تم فى عام 1982 اكتشاف عن أجزاء من معبد الملك رمسيس الثانى، و هناك قرية " نجع الدير" التى تقع بالقرب من مدينة جرجا على الضفة الشرقية لنهر النيل و ترجع إلى عصر ما قبل الأسرات.


نأتى إلى واحدة من أشهر محافظات مصر الجنوبية هى ( محافظة قنا ) و اشتق اسم قنا من الكلمة المصرية "قنى" التى تعنى "المحتضنة" أى التى تحتضن نهر النيل حيث تقع عند ثنية النيل التى تبدو كذراعين يحتضنان ما بداخل هذين الذراعين. و قد شهدت محافظة قنا (طيبة) استيطان إنسان ما قبل التاريخ و عبر عصور الدول القديمة و الوسطى و الحديثة و العصور المتأخرة كانت قنا تعج بالحياة و النشاط. و قد ارتبطت قنا بإحدى نظريات خلق الكون منها نظرية الأشمونيين، و على أرضها عبد أهم الآلهة و أكثرها انتشارا هى "آمون"، و على أرضها اكتملت أركان الامبراطورية المصرية حيث الادارة و العسكرية و الفن و العمارة و العقائد المصرية أوج مجدها فى عصر الدولة الحديثة. و من إحدى هذه المدن "هو" التى تقع على بعد حوالى 50 كم شمال غرب قنا ترجع إلى عصر ما قبل الأسرات و قد أطلق عليها اليونان و الرومان اسم "ديوسبوليس بارفا"، أما مدينة "دندرة" التى تقع على الضفة الغربية لنهر النيل على بعد حوالى 5 كم شمال غرب قنا فقد عرفت فى النصوص المصرية "تانترت" أى الآلهة و ذلك إشارة إلى الإلهة حتحور التى عبدت فى هذه المنطقة ثم أصبح اسمها فى اليونانية "تنتيرس" ثم فى العربية دندرة، و قد ورد ذكر المدينة فى الأساطير المصرية القديمة حيث كانت مسرحا لإحدى المعارك التى دارت بين حورس إله إدفو زوج حتحور إلهة دندرة و بين ست إله الشر. أما مدينة "قفط" التى تقع على بعد حوالى 25 كم جنوب شرق دندرة عرفت فى النصوص المصرية بإسم "جبتيو" و باليونانية "كوبتوس" و كانت مركزا لإله مين إله الإخصاب، و كانت قفط أهمية كبيرة و ذلك لموقعها على الطريق المؤدى إلى وادى حمامات حيث المحاجر و مناجم الذهب و كان طريق التجارة بين البحر الأحمر و قفط نشطا إلى حد بعيد فى العصر الرومانى. و مدينة "طوخ" أو "أمبوس" فهى تقع غرب النيل قبالة قفط و قوص و تتبع مركز نقادة، عرفت فى النصوص المصرية بإسم "نوبت أو نبو" ثم فى اليونانية "أمبوس" و نالت اهتماما كبيرا فى عصور القديمة (كما قبل الكتابة) و كانت مركزا لإله ست. أما بالنسبة لمدينة "نقادة" فهى تقع غرب النيل على بعد 30 كم شمال الأقصر و هى من أهم مواقع عصور ما قبل التاريخ و مرت بثلاث مراحل: نقادة الأولى و الثانية و الثالثة و خاصة أن حضارة نقادة الأولى امتد نفوذها من مصر الوسطى حتى الجندل الأول أما نقادة و الثانية فكانت أوسع انتشارا و امتدت فى مواقع أخرى فى الشمال فى طرخان و جرزة و أبو صير الملق و جنوبا فى بلاد النوبة فى وادى السبوع و عمدا و عنيبة. و من المناطق الهامة أيضا " مدينة قوص" التى تقع شرق النيل شمال الأقصر و قد عرفت فى النصوص المصرية بإسم "قيس" و بالعربية "قوص" و أطلق عليها الإغريق "أبوللونو بوليس بارفا" و ذلك ارتباط بين الههم أبوللو و الإله المصرى حورس. و على شرق النيل تقع مدينة "شنهور" و هى على بعد حوالى 6 كم إلى الجنوب من قوص و قد عرفت فى النصوص المصرية "شا ان حور" أى بركة الإله حورس أما مدينة " ميدامود" التى تقع على بعد حوالى 10 كم شمال شرق الأقصر و قد عرفت فى النصوص المصرية "مادو" ثم أصبحت فى العربية ميداود،

أما( محافظة الأقصر) فقد عرفت فى النصوص المصرية ب" تاإبت " أى الحرم ثم أصبحت فى اليونانية "تيباى أو ثيباى" ثم فى العربية "طيبة" و اسم "الأقصر" أطلقه العرب عليها عندما بهروا بمعابدها و تصوروا أنها قصور. و كانت طيبة إحدى قرى أربع تتبع إقليم واست و بحكم موقعها المتميز أصبحت عاصمة الإقليم ( القرى الثلاث هم أرمنت والطود و ميدامود) و الإله الرئيسى هو آمون و معه عضوى الثالوث موت و خونسو، هى المدينة ذات المائة باب و يشار إليها أحيانا بالمدينة الجنوبية تمييزا لها عن منف و أحيانا تسمى "إيون الجنوبية " تمييزا لها عن هليوبوليس. و هناك "دير المدينة" التى تقع فى الطرف الجنوبى من تلال غرب طيبة و عرفت فى النصوص المصرية بإسم "ست ماعت" أى مكان الحق، أما منطقة "الجبلين" التى تقع جنوب الأقصر و عرفت فى النصوص المصرية "بو حتحور" أى بيت حتحور و فى اليونانية تعرف بإسم "باتيرس" و "أفروديتوبولس" أما اسمها العربى "الجبلين" فيعبر عن وجود تلين رئيسين فى الموقع يتضمن التل الشرقى أطلال معبد حتحور الذى يرجع إلى الدولة الوسطى أما التل الغربى فيضم أطلال بعض المقابر التى تعود إلى عصر ما قبل الأسرات، أما مدينة "أرمنت" الواقعة على بعد حوالىى 12 كم إلى الجنوب الغربى من الأقصر اشتق اسمها من الاسم المصرى القديم "برمونت" و "ايون مونت" ثم أصبح فى اليونانية "هرمونتوس" و التى ترجع إلى عصر ما قبل الأسرات حيث كانت مركزا لعبادة الإله مونتو و معه زوجتيه ايونيت و ثنيت. أما فى جنوب أرمنت تقع مدينة "الطود" على الضفة الشرقية لنهر النيل و ترجع إلى الدولة القديمة (الأسرة الخامسة) على أقل تقدير. أما مدينة " إسنا" فتقع على بعد حوالى 50كم غرب الأقصر و كانت مركزا لعبادة الإله خنوم و الإلهتين نيت و منحيت و اشتق اسمها من الاسم القديم "سنت" ثم فى اليونانية عرفت بإسم "لاتوبوليس" أى مدينة سمكة لاتوس (قشر البياض) حيث تم تصوير السمكة فوق مركب رع لكى تطلق تحذيرا عند قدوم عدو نحو المركب المقدس و بإضافة إلى ذلك كان هناك صلة بين السمكة و بين الإله خنوم إله الخالق بإعتباره خالق للكائنات الحية من بينها الأسماك. و ترجع إسنا إلى عصر ما قبل الأسرات.


أما (محافظة أسوان) فهى اسم مشتق من الكلمة المصرية القديمة "سون" و تعنى السوق إشارة إلى أنها كانت مركز التبادل التجارى بين شمال الوادى "مصر" و جنوب الوادى "السودان، و هى تعتبر ضمن حدود الإقليم الأول من أقاليم مصر العليا و هو إقليم "تاستى" أى "أرض حملة الأقواس". تمتد محافظة أسوان أثريا من منطقة الكاب (22 كم شمال إدفو) شمالا إلى أبو سمبل (280 كم جنوب أسوان) جنوبا أى أنها تتضمن أيضا المواقع الأثرية فى منطقة النوبة السفلى. و قد استقر إنسان ما قبل التاريخ فى أسوان أى فى "منطقة محلة السبيل" بالقرب من كوم أومبو. و تحظى أسوان بإهتمام ملوك مصر خاصة أنها تضم مجموعة من المحاجر مثل محاجر الجرانيت و الكوارتز و الحجر الرملى و بعض المعادن مثل الذهب، و قد استمر هذا الاهتمام طوال الدولتين الوسطى و الحديثة تجاريا وثقافيا و عسكريا و ظل هذا الدور متميزا طوال العصرين اليونانى و الرومانى. من أهم هذه المدن: "الكاب" كانت عاصمة الوجه القبلى قبل توحيد قطرى مصر اسمها مشتق من نخب و إلهتها نخبت التى تعنى سيدة الصحراء الشرقية على اعتبار أنها حامية لطريق القوافل المتجهة لإستخراج الذهب من الصحراء الشرقية و ما تبقى من المدينة هو سور المدينة(يضم معه مجموعة من البوابات) الذى يؤرخ إلى الدولة الوسطى. أما مدينة " الكوم الأ حمر " و هى مدينة نخن القديمة و باليونانية هيراكونبوليس و قد عرفت بالكوم الأحمر لكثرة ما يضمه الموقع الأثرى من كسرات الفخار و هى ترجع لعصور ما قبل التاريخ.


أما مدينة "إدفو" فاسمها مشتق من "جبا" الذى أصبح "دبا" و "تبا" و "إتبو" و "إتفو" إلى أن أصبحت فى العربية إدفو و باليونانية أبوللونبوليس ماجنا نسبة إلى الإله أبوللو الذى ربط الإغريق بينه و بين الإله المصرى حورس ، و تعتبر عاصمة للأقليم الثانى من أقاليم مصر العليا حيث كان الإله هو حور بحدتى نسبة إلى بحدت و هو الإسم الدينى للمدينة، و يعتبر "جبل السلسلة" الذى يقع على بعد بضع كيلومترات شمال كوم أمبو من أشهر المحاجر التى قطع منها المصريون الأحجار الجيرية لبناء معابدهم.


أما مدينة "كوم أمبو" التى تقع على بعد حوالى 45 كم شمال أسوان عرفت فى النصوص المصرية "نبيت" التى ربما تعنى الذهبية و فى القبطية "بنو" و فى العربية "أومبو" ثم أضيفت إليها الكلمة العربية التى تعبر عن أثرية المكان و هى "كوم" و تتمتع بموقع متميز فهى تقع عند انحناءة كبيرة التى صنعها نهر النيل عند هذا المكان و كذلك على طريق القوافل المتجهة إلى النوبة و الواحات بالإضافة إلى الطريق الواقع إلى الشرق فيها الذى يؤدى إلى مناجم الذهب فى الصحراء الشرقية، و ترجع إلى عصور تاريخية قديمة أما "محلة السبيل" التى تقع فى سهل كوم أومبو الذى يبعد حوالى 30 كم من أسوان و هى من أهم مناطق العصر الحجرى القديم و تعرف بالحضارة السبيلية أما منطقة "وادى الكوبانية" فتقع على الجانب الغربى لنهر النيل على بعد حوالى 10 كم إلى الشمال من أسوان و ترجع إلى عصر الحجرى القديم الأسفل ( و فى عام 1980 عثرت بعثة أمريكية على هيكل عظمى يؤرخ بحوالى 20000 ألف سنة و يعتبر ثانى أقدم هيكل عظمى..


هكذا انتهينا من القسم الجنوبى لمصر بقى لنا منطقة واحدة وهامة وهى سيناء الحبيبة حيث تعتبر شبه جزيرة سيناء الجزء الذى يربط بين آسيا و أفريقيا فهى الجسر الذى عبرت من خلاله حضارات عبر العصور المختلفة و تبلغ مساحتها حوالى 60 ألف كم حيث يحدها من الشمال البحر المتوسط و من الجنوب البحر الأحمر و من الشرق خليج العقبة و من الغرب خليج السويس و تنقسم من حيث التضاريس إلى ثلاثة أقسام: القسم الشمالى و يجمع بين السهول و الكثبان الرملية و الهضاب و القسم الأوسط الذى ينتهى بساحل مستقيم منخفض تحده بحيرة البردويل و القسم الجنوبى و يتكون من جبال وعرة و صخور نارية.

عرفت سيناء فى النصوص المصرية بإسم "تا مفكات" أى أرض الفيروز و "ختيو مفكات" أى مدرجات الفيروز و "جومفكات" أى جبل الفيروز و "خاست مفكات" أى صحراء الفيروز و "تا شسمت" أى أرض المعدن الأخضر، أما اسم "سيناء" فهو مشتق من اسم إله القمر لدى الساميين الإله سين على اعتبار ما للقمر من أهمية أثناء السير ليلا فى سيناء فى منطقة يشتد فيها القيظ نهارا. تمثل سيناء عبر تاريخها الطويل أهمية تاريخية و دينية و عسكرية ففى أرضها تم العثور على أقدم هيكل عظمى يؤرخ 33000 ألف سنة و تمثل أرضها أهمية قصوى فهى أرض حجر الفيروز و كذلك معدن النحاس، و على أرضها شهد أقدم الطرق الحربية فى تاريخ العالم القديم طريق حورس و ارتبطت بحدث خروج سيدنا موسى عليه السلام و قومه من مصر و استقبلت على أرضها الأديرة المسيحية و خاصة فى جنوب سيناء و شهدت أرض سيناء جيوش المسلمين و هى تتجه ناحية مصر لفتحها.
استوطن الإنسان سيناء منذ العصر الحجرى القديم الأعلى حيث عثر على شواهد فى جبل المجاهرة و غزة و منطقة الروافعه و شمال بئر حسنة و قاع وادى العريش و غيرها و قد أصبحت شواهد الاستيطان فى العصر الحجرى الحديث أكثر وضوحا حيث نجد نشاط المصريين فى استخراج النحاس فى تلك الفترة الو مبكرة من العصور ما قبل التاريخ. و كانت الآلهة المهيمنة فى سيناء هى حتحور فقد لقبت بسيدة الفيروز و قد نال الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة قدسية خاصة فى سيناء بعد وفاته تقديرا لدوره البارز فى تأمين سيناء و الاهتمام بمحاجرها و مناجمها و ذلك ابتداء من الدولة الوسطى. من أهم مدنها هى "رفح" التى تقع على شاطئ البحر المتوسط على الحدود بين مصر و فلسطين و ذكرت فى نصوص الدولة الحديثة "ربح" ثم أصبحت فى العربية رفح و لم يعثر حتى الآن على آثار من العصر الفرعونى. و هناك مدينة "القنطرة شرق" تقوم المدينة الحديثة على أطلال المدينة القديمة المحصنة التى عرفت فى النصوص المصرية "ثارو" و كانت من أقوى الحصون المدافعة عن حدود مصر الشرقية و كانت المدينة تزخر بالحدائق واشتهرت بنبيذها خاصة فى الدولة الحديثة، بإضافة إلى منطقة "تل حبوة" التى تقع شمال شرق مدينة القنطرة شرق عثر فيها على أكثر من قلعة ترجع إحداها إلى فترة احتلال الهكسوس لبلاد و لا يزال التنقيب جاريا حتى الآن أما قلعة الأخرى فهى شيدت فوق أطلال قلعة الهكسوس ترجع إلى عهد الملك سيتى الأول
أما بالنسبة لطريق حورس الحربى فكما تصف لنا بردية أنستاسى الأول " يبدأ الطريق من ثارو (القنطرة شرق) و يمر على مقربة من تل الحير ثم بئر رمانة إلى قاطية و منها إلى العريش جنوبى سبخة البردويل مارا ببئر مراز على مقربة من الفلوسيات ثم إلى العريش و الشيخ زويد لينتهى الطريق عند رفح" بالطبع نواجه الصعوبات فى تحديد الموقع الفعلى لبعض هذه الحصون و ترجع هذه الحصون إلى الأسرة 18 و بالطبع ما زال الكثير من المواقع على هيئة تلال لم تجر فيها التنقيبات الأثرية.


 
 
بقلم/ دعاء وجدى