الجمعة, 19 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

كأس العالم في رحلة بين العدم والإعدام

كأس العالم في رحلة بين العدم والإعدام
عدد : 04-2014
أصبحت البطالة شبح يهدد الإنسان في أنحاء كثيرة من العالم غير مقتصرة على دولة معينة بالرغم من تعدد أنشطة الدول بين صناعية وتجارية وزراعية وغيرها من القطاعات الخدمية الأخرى مثل السياحة والضيافة والأعمال المرتبطة بالتسويق وغيرها من القطاعات التي توفر فرص العمل المؤقتة للباحثين عن عمل ، إلا وأن السفر للخارج كان من فترة طويلة هو الحل الأمثل لمواجهة كارثة البطالة التي تجتاح سنين العمر وعليه تزايد الإقبال على السفر بحثاً عن عمل وإن كان الأمر في الماضي القريب يختلف نسبياً حيث كان الغرض الأساسي من السفر هو الحصول على رأس مالي يكفي لإقامة مشروع خاص يحلم به المسافر لكن الوظيفة المتاحة في بلده لا تمكنه من ذلك كون دخلها غير مناسب ، لكن الأمر اختلف الآن برمته حيث لم تتزايد فرص العمل بالقدر الذي يوازي التزايد السكاني في دول عديدة من العالم لذا تضخمت أهمية السفر إلى الخارج لدى العديد من الناس حيث أصبح الملاذ الوحيد من البقاء بدون عمل ، وبذلك تحول الغرض من السفر للخارج وأصبح توفير الدخل بدلاً من تحسين الدخل .
عندما أصبح العالم صغيراً يجوبه الإنسان كما يجوب أرجاء منزله استلزم الأمر بالطبع إرساء القوانين المنظمة لذلك من أجل تيسير الحياة الآمنة للمجتمعات الدولية وللمسافر نفسه حيث تلعب تلك القوانين دور الحكم الفيصل الحاسم في النزاع والرادع للتجاوزات ليؤتى كل ذي حق حقه.
في أحيانا ً كثيرة تتطابق التجاوزات الخاصة بالعاملين في الخارج من حيث ضعف بسيط في الأجر الشهري أو زيادة في عداد ساعات العمل إلا وأنها لم تصل إلى حد الإبادة والسخرة من قبل ، وعليه انفردت " قطر " بالريادة في حملات السخرة و العبودية والتي وصلت إلى الإبادة البشرية .
تستعد " قطر " حاليا لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022 حيث تم الإعلان عن فوزها بامتياز تنظيم واستضافة البطولة منذ ديسمبر 2010 ، وربما طول الفترة الزمنية بين تاريخ الإعلان في نهاية عام 2010 وبين ميعاد إقامة البطولة في " قطر " سنة 2022 يُسقط الضوء ويكشف النقاب ليس عن ما تتطلبه بطولة كأس العالم لكرة القدم لكن لما تفتقده " قطر" من مقومات أساسية كدولة كي تستضيف البطولة حيث طالبها الإتحاد العالمي لكرة القدم من إنشاء 9 ملاعب حديثة ومتطورة خاصة فيما يتعلق بشأن درجات الحرارة المرتفعة في " قطر " كما يستلزم الأمر إنشاء العديد من الفنادق الرائدة على مستوى العالم لاستضافة نجوم كرة القدم العالميين بالإضافة إلى بنية تحتية متميزة من حيث شبكات النقل والطرق والكباري والمواصلات ، أي باختصار أن الأمر يستوجب تأسيس دولة من جديد وبهذا يسهل علينا استيعاب طول الفترة الزمنية بين الإعلان وبين بدء البطولة .
ولكي تؤسس قطر دولتها وتتأهل لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم في عام 2022 كان عليها توفير العمالة المدربة اللازمة لتعيد بناء قطر،ولأن البطالة هي الشبح أينما توجهت فكان من السهل على " قطر" سماع أصوات الصراخ والاستغاثة وخاصة من دولة الهند وعليه وقع الاختيار و رسى المزاد على الهنود بدفع أرواحهم كمبلغ تأمين لاستضافة " قطر " بطولة كأس العالم لكرة القدم .
سافر العمال الهنود هربا وفراراً من الفقر في دولتهم وقلة الحيلة التي تصل إلى العدم في أحياناً كثيرة ظناً منهم أن الإعداد والاستعداد لبطولة كأس العالم لكرة القدم في عام 2022 هو الملاذ والحل الوحيد للخروج من أزمة البطالة والفقر الطاحنة في دولتهم إلا أنهم لم يفطنوا أنهم يشربون من كأس به سم قاتل أودي بحياة أكثر من 450 عامل هندي حتى الآن والعدد يتزايد يومياً حيث أن العبودية لا تنتهي ولا تعترف بقيود قانونية في أي شأن يعوقها دون الاستعداد لبطولة كأس العالم لكرة القدم .
لم تتورع " قطر " عن العبودية والإبادة البشرية حتى وأنها لم توفر للعمال أدنى وأبسط سبل الإقامة بل نجد أنه في غرفة واحدة يعيش 18 عامل ولا يوجد بها حتى نافذة واحدة بالرغم من درجات الحرارة المرتفعة ، بالإضافة إلى انعدام وسائل الأمان التي يحتاجها العمل أثناء البناء والتشييد مثل " حبال الأمان " كي لا يسقطوا من المباني العالية ويلاقوا حتفهم وتصبح الرحلة من الهند إلى قطر هي رحلة من العدم إلى الإعدام ، ولم يقف الأمر عند ذلك بل في أحياناً كثيرة يتم الامتناع عن دفع الأجور الزهيدة للعمال حتى لا يمتلكوا أموالاً تساعدهم في العودة إلى بلادهم ، والجدير بالذكر أن أجور العمال يبلغ متوسطها 11 دولار في اليوم وهو أجر بالكاد يكفي الطعام المتواضع .
وإجمالاً بعد تفصيل :- السفر من أجل العمل في قطر هو الفرار من العدم إلى الإعدام .
 
 
بقلم / عمرو أحمد