شددت الرحال وانطلقت بعيدا لأسافر الى عالم النسيان قررت أن أجرب شرف المحاولة فى أن أنسى كل شىء مررت به أثناء ابحارى بسفينة الحياة .. فكثيرا ما نندفع،ولكن بفعل القدر نضطر الى أن نتعايش مع اختياراتنا ولتخمد نيران حماسنا أمام طوفان الحياة...
تلك السفينة تبحر بنا سنوات عمرنا كله تبحث عن مرسى، تتراءى لها من بعيد الشطئان فتبحر مسرعة ومن سرعتها الجنونية تخطىء الرسو العديد من المرات،فنجد أن العقل يبكى عندما تضيع الحقيقة والقلب يبكى عنما يضيع الأمل والعين تبكى حائرة أمام طوفان أمواج الحياة العنيفة. وقد تصيب أيضا العديد من المرات فنعتقد أن ذلك نهاية المطاف ونشعر حينئذ بالأمان والاستقرار. فالسفينة ليس بامكانها اختيار الأمواج والبحر لا يكون بحرا إلا بأمواجه الهادئة أحيانا والعاصفة أحيانا أخرى.
ونجد أغلب البشر ينظرون بسمو الى حياتهم ولكن ما أكثر الذين لا ينظرون لها مطلقا. فلكل منا سفينته التى يمرعليها مئات بل الآلاف من الشخصيات قد نرغب فى مرورهم مرور الكرام وقد نتمسك بهم لنتزود من خبراتهم الحياتية. ونجتهد بشتى الطرق أن نحصل على تلك الخبرات إما عن طريق أنفسنا بطريقة التجربه والفشل أوعن طريق التعامل مع من حولنا أو من السابقين لنا .
تلك هى منهجية الحياة التى ترفض أن تسير على وتيرة واحدة دائما. فقد نقابل أحياناً أُناس جيده أو آخرين سيئين وتبوء كل محاولاتنا بالفشل عندما نهيىء أنفسنا لمقابلة الوجوه الخيرة فقط.
سفينة حياتك لابد ان تصبح قائدا لها .. وليس ممن يتشبث بها فقط ليعيش أو لينجو من الغرق .. فلابد ان تبني نفسك بالافكار القيمة وبالخطوات الجادة .
وتساءلت لماذا لا نصنع لأنفسنا فكراً لنعيش به ويعيش بنا ... لماذا لا نموت من أجل أن تظل سيرتنا الذاتية محفورة على جدران السفينة فيبحث عنا الآخرون ليستفيدوا بأفكارنا وبعلمنا ويتشبثون معنا ليتواصلوا في سفينة الحياة .
وتناسيت وأنا أستعد للرحلة أن أأخذ أمتعه ضرورية تساعدنى على الانطلاق الى عالمى الجديد فحقيبة التسامح والأمل والإرادة لا غنى عنهم إن كنت جادة فى الهروب من سفينة الحياة الى عالم النسيان... وسألت نفسى كيف تذهبين الى عالم النسيان وانتى هو انتى؟!
|