الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

ليبيا .. الاسم والتاريخ

ليبيا ..  الاسم والتاريخ
عدد : 04-2013
كتب / عبد العزيز الفضالى
مدرس مساعد بالجامعة الإسلامية الدولية

ليبيا تلك البلد التي حباها الله بموقعها الجغرافي الهام، فتصطحبك عبر تاريخ موغل في القدم، هى تلك الرائعة بطبيعتها وتضاريسها الساحرة والمختلفة فها هي ليبيا أو لوبيا أو الليبو أو الريبو والذي تأكد من خلال الآثار المصرية القديمة بأن هذه الأسماء دلت على القبائل الليبية القاطنة في برقة وقد وردت أيضاً إبان عصر الملك رمسيس السادس من الأسرة العشرين، وهناك دلالات أخرى على أن هذه الأسماء وصلت إلى الفينيقيين قبل هجراتهم إلى الشمال الأفريقي، حيث عثر على نقوش تحمل كلمة ليبي إذ كانت هذه النقوش فينيقية، ثم إثبات آخر أجمع عليه المؤرخون، فأول ذكر لهذه التسمية كان في عهد رمسيس الثاني 1232/1298ق.م، وهناك إثبات آخر على وجود ليبيا وهو أن ظهورها على السطح قد اتفق عليه من قبل المؤرخين منذ 1232ق.م، أما الملقب بأبي التاريخ هيرودوت فقد ذهب بصفة لها بأن يقول عنها أن ليبيا قارة أفريقيا .

مرت ليبيا بحقب تاريخية متعاقبة اختلفت كل منها عن الأخرى، فالمطلع على حركة التاريخ القديمة يجد أن الليبيين إبان تلك العصور القديمة دون سواهم من الشعوب جبلوا على الحرية والتمرد منذ الأزل، نتيجة لتوافد الغزاة على أرضهم من كل حدب وصوب، وقد ثبت في تلك الأزمنة الغابرة أن هذا الشعب لم يقف مكتوف الأيدي، إذ قاوم المستعمرين بوسائل شتى، ومن خلال ذلك حافظ على أصالته ومكوناته القومية، على الرغم من الظروف القاسية التي كانت تعتريه في تلك الفترة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، وصل إليهم الفينيقيون منذ 1200ق.م وحكمهم البيزنطيون 643 ثم حكمهم الإسبان حتى عام 1530 ثم حكمهم الإسبتارية ( فرسان القديس يوحنا ) 1551…إلخ من الاحتلالات) إلا أنه من خلال الحقائق التاريخية كلما تتابع الغزاة على حكم هذا الشعب، نجده بالمقابل يقوم ضدهم بمختلف أساليب الثورات إذا استمر هذا النهج حتى عام 548 حيث عرف حينذاك بصلابته وعنفوانه وبتعدد ثوراته على حكامه في تلك الفترة، وقد كانت أهم هذه الثورات آنذاك هي ثورة زعيم وطني يدعى " أبا عصام " ثم ثورة الجنود والتي تولى فيها عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب، حاكماً على طرابلس، وما لبث قليلاً في حكمه حتى قامت ثورة أخرى، وهذه الثورة الثالثة يقولون عنها إنها أخطر الثورات وهي التي ثارت فيها قبائل ( هوراة ) ذلك أنها احتجت على عزل عبد الله بن إبراهيم أكد تولي مكانه سفيان بن المضاءة حيث خرجت حينئذ أعداد كبيرة من الشعب قامت بهدم جزء كبير من الأسوار والتي كانت آنذاك تحيط بالمدينة، الأمر الذي جعل الجنود يلوذون بالفرار إلى القيروان.. هكذا كانت ليبيا الثائرة عبر الأزمنة ، فكلما خمدت ثورة تأتي ثورة أخرى وثائرون جدد، ظل يتكور هذا النهج المملوء بالثورات ضد كل من تسول له نفسه قمع هذا الشعب، وقد حدث هذا الأسلوب ضد العثمانيين إذ كان الليبيون يقفون ضد الأتراك من وقت لآخر ومن مكان لمكان، غير أن ثوراتهم كانت غالباً ما تخمد من قبل الأتراك الأمر الذي جعل من القنصل الفرنسي آنذاك المدعو فيليب يقول إن على باشا القره مانلي هو عبارة عن حاكم رعايا متمردين، وذلك جراء ما لحق بالمدينة من خراب ودمار، إثر تلك الثورات العنيفة المتلاحقة التي قام بها الليبيون في تلك الحقب الغابرة، وحتى عندما جاء الفتح الإسلامي ما بين عامي 647/642 ودخلت ليبيا إليه وأسلمت جميعاً على يد العرب الفاتحين بقيادة عمرو بن العاص، كان ذلك بمقياس الحكمة والسياسة وبمعيار الحرية والاعتبار الوطني، وذلك لما عرف عن هذا الشعب بتعدد ثوراته، لذا يبدو أن النظرة الأولى أمام كل من يرغب في بسط نفوذه على ليبيا أن ينظر بكل اهتمام رقعة مساحتها التي تكاد تكون أشبه بالقارة كما وصفها هيرودوت وهنا نجد برقة التي ظلت تحت الحكم البدوي أي تحت حكم العرب حيث تم اجتياحها من قبل بني هلال وبني سليم في عام 1172/1052 وبما أن برقة كانت الأقرب إلى مصر، ولذلك أصبحت في وحدة سياسية وإدارية مع مصر، وذلك تحت حكم الأيوبيين من 1172/1252 إلا أنه بعدئذ لحقت برقة بالإمبراطورية العثمانية حيث كان يتولى أمر الإدارة عندئذ زعماء من أهل البلاد في كل من طرابلس وبرقة، إلا أنهم خاضعون للسيادة التركية حتى 1714 وعندما استقلت طرابلس في العهد القره مانلي نجد أن استقلالها لم يدم طويلاً حيث سرعان ما استعاد الأتراك سيطرتهم عليها عام 1835 فيما بقيت برقة تحت الحكم العثماني إلى عام 1912.