الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الشرق يلتقي بالشرق في ندوة الأدب الكوري بجامعة بنها

الشرق يلتقي بالشرق في ندوة الأدب الكوري بجامعة بنها
عدد : 04-2013
استضافت كلية الآداب بجامعة بنها ندوة “الأدب الكوري المعاصر.. دراسات نقدية” أمس بمشاركة نخبة من أساتذة الكلية ووسط حضور كثيف من طلاب الجامعة.

تناولت الندوة بالشرح والتحليل لنماذج من الأعمال الأدبية والشعرية المترجمة للغة العربية وفي مقدمتها ديوان “أماكن خالدة” للشاعر الكوري الكبير كو أون، ورواية “المدينة اللعبة” للكاتب الكورى لى دونج ها، ورواية “موعد مع أخي” للكاتب الكوري لي مون يول، والقصص الشعبية الكورية تشون هيانج.

في بداية الندوة، أكد الدكتورعبد اللطيف الصباغ عميد كلية الآداب على أهمية عقد هذا الملتقي الثقافي كوسيلة للتعارف وتحقيق التقارب بين الشعوب، مؤكداً على أن هناك الكثير من العوامل المشتركة بين كوريا الجنوبية ومصر رغم بعدهما الجعرافي.

قال الدكتور بارك جاي يانج المستشار الثقافي والإعلامي لسفارة جمهورية كوريا عن تطور الأدب الكوري المعاصر، حيث أوضح أن الأدب لكوري ينقسم إلى أدب قديم كلاسيكي والذي يختلف عن الحديث في صفاته وموضوعاته. حيث تأثر الأدب الكلاسيكي بالكنفوشيوسية والبوذية والشيمانية، وأكبر المؤثرات البوذية ويليها التأثير الكونفوشيوسي وخاصة تحت حكم مملكة جوسون.

أما الأدب الحديث فتطور عبر اتصاله بالثقافة الغربية، ودفع بها إلى الاتجاه إلى المدنية. وسادت التيارات الأدبية الأوروبية في الأدب الحديث.

وقال إن الكاتبين تشو نام سون و يي كوانج سو يعتبرا رائدا الحركة الأدبية الحديثة في كوريا. ونوه إلى أن الأدب الكوري الحديث بلغ النضج في فترة الثلاثينات من القرن الماضي من خلال الجهود التي بذلتها مجموعة من الكتاب الموهوبين الذين أخذوا الكثير من النماذج الغربية من خلال الترجمات العديدة لتلك النماذج.

وأكد المستشار الثقافي على أهمية الترجمة بين اللغتين العربية والكورية، لكونها القناة التي يجرى من خلالها الحوار بين الثقافات مشيراً إلى أن الكثير من الشباب الكوري يقبلون على تعلم اللغة العربية، حيث أن أكثر من خمس جامعات في كوريا يوجد بها أقسام لتعليم اللغة العربية، كما دخلت اللغة العربية في مناهج بعض المدارس الثانوية.

وقال الدكتور محمد غالى رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب إن هناك ثلاثة موضوعات أساسية تشغل الأدب الكورى المعاصر، كل منها متصل بالآخر وناتج عنه؛ فأما الموضوع الأول فهو الحرب، وهى حروب متصلة، تنتهى إحداها لتبدأ الأخرى، كحربهم مع اليابان وأخيراً الحرب الكورية (1950- 1953) و التي أدت إلى تمزق الوطن الواحد إلى شطرين؛ شمالى وجنوبى.

وهذا التمزق، بما ينجم عنه من مآس إنسانية، يشكل الموضوع الثانى للأدب الكورى.

وأما الموضوع الثالث، فهو الحديث عن أولئك المهمشين الفقراء من ضحايا هذه الحروب، ومعنى ذلك أن الحرب وآثارها هى التيمة الأساسية فى الأدب الكورى، وهو، نتيجة لذلك، على تعدد أجناسه وكتابه، أدب “السرديات الكبرى”، يتناول القضايا العامة ويرتبط بهموم الجماعة، وحين يتناول قضايا الجماعة يختار لتمثيلها نماذج إنسانية تختزل الجماعة وتمثلها وتصور قضاياها، الأمر الذى نراه فى رواية “المدينة اللعبة” للروائى الكورى لى دونج ها، والتي بعث من خلالها رسالة تتمحور حول التعبير عن الشوق إلى المحبة التى تنقذ الأرواح الفقيرة الجائعة، وتحقيق ذلك فى العالم المعاصر التى تحكمه القوة لا القانون، يحتاج إلى معجزة، وهى بالطبع مستحيلة التحقيق.

وقدم د. نبيل نوفل أستاذ اللغة العربية قراءة في ديوان “أماكن خالدة” للشاعر كو أون والذي جسد فيه الشاعر رغبة قوية ومخلصة فى الوصول إلى تحقيق أمل قومى عزيز هو توحيد شطرى شبه الجزيرة الكورية، وقد توسل لذلك بالرجوع إلى جوانب من تاريخ هذه الأمة وجغرافية أراضيها، فى مزيج ساعد على تجسيد الحلم القديم، كما ساعد الشاعر نفسه على تفجير طاقات هائلة من المشاعر ما كان لها أن تبرز إلى الوجود لولا هذا المزيج الذى صنعته المحنة الكورية.

وتحدث الدكتور محمد حافظ دياب المفكر وأستاذ علم الإجتماع حول القصص الشعبية الكورية واستهل حديثه بالتأكيد على أن الحكاية الشعبية أحد أهم أشكال الأدب الشعبى، لما تجسده بمفهومها العام من درجة عالية فى صقلها الفنى، ولتعدد أصولها وموضوعاتها وصنوفها.

وقال إن أهم ما يميز هذا العمل الأدبي هو جماليته، التى لا تفرق كثيراً بين ما هو تخيلى وما هو تقريرى، ولا تعبأ بأسئلته المرجعية، فيما يلتحم فى نسيجه التاريخ والدين والأسطورة والمعتقد والفن، تلك التى تتحول داخله إلى أدوات نصية.

وفي النهاية تحدث د. أحمد علواني مدرس النقد الأدبى، حول مقاربة الواقع في رواية “موعد مع أخي” قائلاً إن الكاتب يطرح قضية فصل شبه الجزيرة الكورية إلى بلدين: “شمالى” و”جنوبى”؛ ولكنه لا يعرض القضية من المنظور التاريخى السياسى؛ بل من المنظور الفنى الإنسانى.

ويأتي هذا الطرح الفني عبر سرد الكاتب لتاريخ أسرة، تشظت وانشطرت إلى شطرين، شطر فى الجنوب، وآخر فى الشمال. ويتجلى ذلك بوضوح منذ عنوان الرواية: “موعدٌ مع أخى”.

وأعرب المشاركون في نهاية الندوة على آملهم في أن يكون هذا اللقاء الثقافي بداية نحو تعزيز أواصر التعاون والتفاهم بين مصر وكوريا الجنوبية بما يؤدي إلى تعميق التعاون المشترك في كافة المجالات
 
 
ريهام البربرى
الصور :