الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

افتتاح قلعة "صلاح الدين" بجزيرة فرعون بطابا السبت المقبل

افتتاح قلعة -صلاح الدين- بجزيرة فرعون بطابا السبت المقبل
عدد : 09-2012
يفتتح بعد غد السبت، الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء مشروع تطوير وترميم جزيرة فرعون بمدينة طابا بجنوب سيناء ،وافتتاحها أمام الزيارة الدولية والمحلية بعد انتهاء مشروع تطوير الجزيرة بالكامل بتكلفة بلغت حوالي 20 مليون جنية .
يرافق رئيس الوزراء الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار ،وهشام زعزوع وزير السياحة ،ومحافظ جنوب سيناء ، في إطار خطة لافتتاح العديد من المواقع الأثرية والسياحية بعدد من محافظات مصر خلال الشهور القليلة القادمة مع بداية الموسم السياحي الجديد لمصر الذي يبدأ أكتوبر المقبل كعامل جذب جديد للحركة السياحية إلى مصر ورسالة لجميع شعوب العالم تؤكد ان مصر بلد أمنه مستقرة وترحب بزائريها من مختلف أنحاء العالم المولع بحضارة وتاريخ مصر،صرح بذلك الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار.
وأشار إلى أن الفترة الحالية وعلى مدى الشهرين القادمين( أكتوبر ونوفمبر) ستشهد افتتاح وإعادة افتتاح عدة مواقع أثرية جديدة فى طابا والجيزة بمنطقة هضبة الهرم ورفع كفاءة المنطقة بالخدمات وتمهيد طريق الزيارة ولوحات إرشادية وخدمات للزائرين وافتتاح خمس مقابر جديدة بالمنطقة للزيارة
كما ستشهد الفترة القادمة افتتاح معبد هيبس بالوادى الجديد منتصف شهر أكتوبر المقبل أمام الزيارة الدولية بعد انتهاء مشروع الترميم والتطوير للمعبد والمنطقة المحيطة وافتتاح متحف المجوهرات بالإسكندرية وافتتاح متحف أثار السويس للجمهور خلال الاحتفال بالعيد القومى للمحافظة 24 أكتوبر المقبل
وأشار وزير الآثار أن خطة وزارة الآثار بدأت بإعادة افتتاح ثلاث مواقع أثرية جديدة بمنطقة سقارة الأثرية الخميس الماضى أمام السياحة الدولية والمصرية كان لها مردود إعلامى كبير على مستوى وسائل الإعلام الدولية والمحلية و شملت إعادة افتتاح "السرابيوم" مقر دفن الثور المقدس " آبيس"، إضافة إلي مقبرتي "ميروروكا" و"بتاح حتب" وذلك بعد الانتهاء من أعمال الترميم والتي استمرت لعدة سنوات .
وأضاف وزير الآثار، أن الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء سيفتتح مشروع تطوير وترميم جزيرة فرعون بمدينة طابا أمام السياحة الدولية والمحلية ويتفقد الموقع ويستمع إلى شرح حول مشروع التطوير والترميم للجزيرة وما تضم من مواقع أثرية أهمها قلعة صلاح الدين والانتهاء من البنية التحتية للجزيرة من كهرباء وشبكة مياه وعمل مارينا لنقل الزائرين بالمراكب السياحية إضافة إلي وضع اللوحات الإرشادية والمرافق الخاصة بالزائرين وتنفيذ اكبر مشروع لإضاءة الجزيرة ليسمح بالزيارة السياحية ليلا .
وأكد الدكتور محمد إبراهيم أن مدينة طابا تنعم بالعديد من المقومات والتي تجعلها محط إقبال العديد من السائحين من مختلف أنحاء العالم حيث توافر جميع أنواع السياحة بها من ترفيهية وثقافية وسياحة السفاري وسياحة أثرية فريدة ومتميزة وتتمثل السياحة الثقافية فى قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون, والسياحة الترفيهية حيث أجمل الشعب المرجانية حول الجزيرة لرياضة الغوص والأنشطة البحرية المتعددة, وسياحة السفارى لزيارة الأودية قرب طابا مثل وادي طويبة الذى يحوى نقوش أثرية لحضارات تعاقبت على أرض سيناء منها نقوش للعرب الأنباط منذ القرن الثانى قبل الميلاد ونقوش عربية, كما يشكل الطريق من طابا إلى النقب لوحة فنية من المنحوتات الطبيعية التى شكلتها عوامل التعرية.
جدير بالذكر، أن هيئة الآثار المصرية ومن بعدها المجلس الأعلى للآثار ووزارة الآثار قد قامت بأعمال عديدة فى طابا منذ عام 1985 وحتى الآن , فى مقدمتها مشروع ترميم شامل لقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون وأعمال حفريات أسفرت عن كشف آثار هامة ولوحات تأسيسية أكدت بناء القلعة فى عهد صلاح الدين ودورها الحضارى وملامحها المعمارية الأثرية.
كما شمل مشروع تطوير وترميم القلعة ترميم السور الخارجى للقلعة وإظهار المناطق المكتشفة به وحمايته من عوامل النحر والانهيار بواسطة أمواج البحر الشديدة فى فصل الشتاء والتى تصل إلى داخل الجزيرة نفسها وعمل لوحات إرشادية مزودة بالمادة العلمية وتأمين الصعود للقلعة وخطة إضاءة تحول الجزيرة لمدينة مرئية رائعة تتلالا ليلاً عبر السعودية والأردن وفلسطين المحتلة ومصر تتيح زيارة القلعة ليلاً وزيادة الأنشطة الثقافية بها كما يشمل التطوير خدمات حول القلعة وبرجولات خشبية لراحة الزائرين.
وعن القيمة التاريخية لقلعة صلاح الدين وجزيرة فرعون، يقول الباحث الأثري المصرى عبد الرحيم ريحان:" أن جزيرة فرعون التى تضم قلعة صلاح الدين تبعد 10كم عن مدينة العقبة وتبعد عن شاطئ سيناء 250م وتمثل قيمة تاريخية ثقافية هامة حيث تشرف على حدود 4 دول السعودية والأردن وفلسطين المحتلة ومصر أنشأها القائد صلاح الدين عام 567هـ 1171م لصد غارات الصليبيين وحماية طريق الحج المصرى عبر سيناء وكان لها دور عظيم فى حماية سيناء من الغزو الصليبى فحين حاصرها الأمير أرناط صاحب حصن الكرك 1182م بقصد إغلاق البحر الأحمر فى وجه المسلمين واحتكار تجارة الشرق الأقصى والمحيط الهندى بالاستيلاء على أيلة شمالاً (العقبة حالياً), وعدن جنوباً أرسلت الحامية الموجودة بالقلعة رسالة إلى القيادة المركزية بالقاهرة عبر الحمام الزاجل وهناك برج للحمام الزاجل داخل القلعة فتصدى له العادل أبو بكر أيوب بتعليمات من أخيه صلاح الدين فأعد أسطولاً قوياً فى البحر الأحمر بقيادة الحاجب حسام الدين لؤلؤ قائد الأسطول بديار مصر فحاصر مراكب الفرنج وأحرقها وأسر من فيها وتعقبها حتى شواطئ الحجاز, وكانت تمهيداً لموقعة حطين معركة الكرامة والعزة واسترداد الحقوق العربية والإسلامية بفلسطين".
وأضاف ريحان:" تحوى القلعة منشآت دفاعية من أسوار وأبراج وفرن لتصنيع الأسلحة وقاعة اجتماعات حربية وعناصر إعاشة من غرف الجنود وفرن للخبز ومخازن غلال وحمام بخار وخزانات مياه ومسجد أنشأه الأمير حسام الدين بأجل بن حمدان وبنيت القلعة من الحجر الناري الجرانيتى المأخوذ من التل التي بنيت عليه القلعة واستخدام مونة من القصروميل المكون من الطفلة الناتجة عن السيول أى كان بناؤها تفاعلاً بين الإنسان والبيئة، كما حرص صلاح الدين على اختيار موقع استراتيجي فى جزيرة (جزيرة فرعون) وبنى قلعته على تل مرتفع عن سطح البحر شديد الانحدار فيصعب تسلقه والقلعة تقع فوق تلين كبيرين تل شمالي وتل جنوبي بينهما سهل أوسط كل منهما تحصين قائم بذاته قادر على الدفاع فى حالة حصار الآخر ويحيط بهما سور خارجي كخط دفاع أول للقلعة كما حفرت خزانات مياه داخل الصخر فتوفرت لها كل وسائل الحماية والإعاشة وكان خير اختيار للماضي والحاضر والمستقبل.
,أكد ريحان أن القلعة تحوى عناصر دفاعية تتمثل فى سور خارجى كخط دفاع أول يخترقه 9 أبراج دفاعية ثم تحصنين شمالي ويخترقه 14 برج من بينها برج للحمام الزاجل وتحصين جنوبى صغير ولكل تحصين سور دفاعي كخط دفاع ثانى ويخترق هذه الأسوار مجموعة من الأبراج بها مزاغل للسهام على شكل مثلث متساوى الساقين فى المواجهة وقائم الزوايا فى الجوانب لإتاحة المراقبة من كل الجهات وبعض هذه الأبراج يتكون من طابق واحد وبعضها من طابقين وبالبعض ثلاثة مزاغل والأخرى خمسة أو ستة مزاغل واستخدمت فى أسقف الأبراج فلوق وسعف النخيل ،ومن بين الأبراج برج الحمام الزاجل الذى يقع فى الجزء الشرقى من التحصين الشمالى وعثر بداخله على بيوت الحمام " بنانى الحمام" وبها بقايا حبوب من الشعير والفول وكان أول من نظّم حمام الزاجل لنقل رسائل الحكومة هو السلطان نور الدين محمود الذى ولى حكم الشام عام 1146م وأنشأ محطات للحمام الزاجل فى أهم طرق السلطنة ونظّم نقل البريد بواسطة الحمام الزاجل بين القاهرة ودمشق عن طريق غزة والقدس وكذلك بين القاهرة والإسكندرية ولنقل إحدى الرسائل من خط ما كان يتعين استخدام جميع الأبراج الواقعة على طول الخط بمعنى إذا أراد حاكم دمشق مثلاً أن يبعث برسالة للقاهرة وجب عليه أن يستخدم حمامة من حمام المحطة التالية لها وهى محطة ستامين فتصل إليها الحمامة بعد المحطة التالية لها وهى محطة تفاس ولا تزال الرسالة تنتقل من تفاس إلى بيسان ومنها إلى جنين فنابلس ثم القدس ، غزة ، قاطية (بشمال سيناء) الواردة ، الصالحية حتى تصل بلبيس ومنها للقاهرة ، ومن المعروف أن الحمام الزاجل يتميز بقوة عضلاته وصدره العريض وعينيه الواسعتين ويستطيع أن يسير ألف كيلو متر دون توقف واستخدم الحمام الزاجل فى الحرب العالمية الأولى والثانية واستخدمته وكالة رويتر فى بداية عملها.
وأشار إلى وجود حجرات للجنود خلف السور الغربى للتحصين الشمالى بالقلعة وهى أشبه بغرف إعاشة وحراسة لقربهم من الممر الموجود خلف شرفات القلعة المستخدم لمراقبة أى هجوم مفاجئ وبهذه الحجرات حنيات صغيرة لوضع مسارج الزيت للإضاءة وبالقلعة خزان للمياه وصهريج حيث يقع الخزان قرب السور الشرقى للتحصين وهو محفور فى الصخر ويعتمد على مياه الأمطار التى تتساقط عليه من خلال فتحات (خرزات) بالأقبية الطولية التى تغطى الخزان وفى حالة ندرة الأمطار يملئ الخزان من بئر بوادى طابا وينقل الماء بالمراكب للقلعة أما الصهريج فهو أصغر حجماً ويقع مجاوراً لمنطقة حمام البخار والمطعم وفرن القلعة ومخازن الغلال وهو مبنى من الحجر الجيرى ويتكون من عمود أوسط من عدة حلقات لقياس منسوب المياه يحمل عقدين وتنقل إليه المياه بواسطة حوض خارجى يتصل بالصهريج عن طريق قنوات فخارية وبجوار الصهريج حواصل الغلال الذى عثر بها على بقايا قمح وشعير وعدس وكذلك فرن القلعة حيث كشف عن البلاطة الخاصة بالفرن "العرصة" يجاورها موقد بلدى "كانون" وقواعد لجرار كبيرة ربما كانت لتخزين أغراض متعلقة بحجرة المعيشة..وكناحية إستشفائية وللمحافظة على صحة الجنود ونظافتهم أنشأ صلاح الدين داخل القلعة حمام بخار وقد تم الكشف عن طريقة تشغيل هذا الحمام الذى يتكون من ثلاث غرف الأولى لتغيير الملابس وبها مصاطب للجلوس عليها تمهيداً للدخول إلى مر طولى يؤدى إلى الحجرتين الساخنتين حيث تتدرج السخونة من الحجرة الثانية إلى الثالثة الأكثر سخونة والتدرج هذا لمنع الإصابة بنزلات البرد كما عثر على المواسير الفخارية بالجدارن وهى التى كان يمر بها الماء الساخن الناتج من الخزان الخلفى للحمام حيث يتم الإيقاد عليه حتى يتبخر الماء ليتم توزيعه عبر هذه المواسير حتى تكتمل الدورة الحرارية من الجدران والأرضيات الساخنة.كما تضم القلعة مسجد صغير يضم محراباً وشباكان جانبيان ومن حسن الحظ فقد تم العثور على اللوحة التأسيسية لهذا المسجد متساقطة عند مدخله وتم إعادتها لموقعها الأصلى فوق المدخل فى أعمال الترميم وهى مكتوبة بالخط النسخى فى ثلاثة سطور أعمر هذا المسجد المبارك ، الأمير حسام الدين باجل بن حمدان, ورغم أن السنة متآكلة ولكن حيثما وجد مسلمون فى أى مكان وجد المسجد لذلك تم تأريخه إلى وقت إنشاء القلعة 567هـ -1171م .
 
 
ريهام البربرى