لا أحد يستطيع أن ينكر سحر وجاذبية السفر عبر الرحلات النيلية الطويلة ،التي غابت عن مصر أكثر من 15 عاماً، لتعود مرة أخرى،لترسم إشراقه بهية صباح كل يوم من أيام الرحلة على وجوه السائحين الذين يتمنون أن تبدأ الرحلة بلا نهاية...من خلالها يقدم نهر النيل الخالد كنوز مصر الأثرية المتناثرة هنا وهناك على ضفافه في تسع محطات تبدأ من قاهرة المعز ثم بنى سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وإسنا وإدفو وكوم امبو لتنتهي في أسوان أرض الذهب .. وفى كل مرة ترسو الباخرة بشموخ وهيبة عبر المراسي السياحية التي استعد الكثير منها لاستقبال السائحين بكل الود والترحاب..
وكانت أولى رحلات "القاهرة - أسوان" انطلقت عائمة وعلى متنها سائحون من جنسيات مختلفة ، لترسو ليلاً في"بنى سويف" - أولى المحطات على الخط النيلى- وتعاود تحركها إلى " المنيا" ثان محطاتها مع أول إشراقه لضوء الشمس ، متجاهلة تنظيم جولة سياحية في بنى سويف يتعرف فيها السائحين على أهم معالمها السياحية والأثرية مثل آثار ميدوم وجبانة دشاشة المنحوته في باطن الأرض والتي يرجع تاريخها إلى الأسرة الخامسة ومحمية كهف وادي سنور وأثار أبو صير الملق.
وكانت ثاني محطاتها "المنيا" وعلى الرغم من افتقارها للبازارات السياحية وعدم وجود استراحات مجهزة ووعورة الطرق المؤدية لأهم معالمها الأثرية مثل منطقة "تونة الجبل" التي تضم معبد صغير للكاهن بيتوسريس و أعمدته تحمل صوراً تمتزج فيها الثقافتان المصرية القديمة واليونانية، لأعمال الزراعة المرسومة على الطريقة المصرية ،بالإضافة إلى مقبرة ايزادورا التي تضم موميائها ،وجدرانها تحمل رائعة من روائع قصائد عميد الأدب العربى" طه حسين".. إلا أن " المنيا" استطاعت أن تقدم نفسها لزوارها عبر منطقتي "تل العمارنة" و "بنى حسن" .. ونرجو من الدكتور مصطفى عيسى محافظ المنيا الجديد أن يولى الطرق المؤدية للمناطق السياحية والأثرية اهتماما خاصاً لتنشيط السياحة بالمحافظة وانتشالها سريعاً من أعلى نسبة فقر وبطالة .
كما نرجو من الدكتور يحي كشك، محافظ أسيوط الجديد، أن يولى الاستراحات السياحية و الطرق المؤدية للمناطق الأثرية اهتماما خاصا لسوء حالتها وافتقارها لدورات المياه وغياب الكتيبات السياحية والأدلة التنشيطية لسياحة المحافظة على الرغم من أن أسيوط تمتلك أطول مرسى سياحي على مستوى الجمهورية بطول 310 م .. وتمتلك عشرات المساجد والأديرة الأثرية الجاذبة للسائحين من مختلف دول العالم.
وللحديث بقية عبر صفحة النيل الخالد، وإن كان حلم دينامو وزارة السياحة الوزير هشام زعزوع أن يستعيد سريعا الحركة السياحية الوافدة إلى مصر في ختام عام 2012 ، فلابد إذن من تضافر كل جهود المسئولين من محافظين وشركات وعاملين بالقطاع السياحي والأثري والمواطنين أيضاً على إنجاح وتحقيق هذا الحلم الجميل واستبداله بواقع ينتشل مصر من كبوتها الاقتصادية في سنوات قليلة قادمة. |