الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

عجائب "أرض اللبان": تعانق الفصول الاربعة.. زئير النوافير..كهوف المحيط..ضريح النبي أيوب..أجر 20 شهراً يكفي تكاليف الزواج..الشاويش زاتونة

عجائب -أرض اللبان-: تعانق الفصول الاربعة.. زئير النوافير..كهوف المحيط..ضريح النبي أيوب..أجر 20 شهراً يكفي تكاليف الزواج..الشاويش زاتونة
عدد : 08-2012
سلطنة عمان: أيمن عبد المجيد


على ارتفاع 36 ألف قدم وبسرعة 800 كيلو متر في الساعة، حلقت بنا الطائرة المتجهة من مطار القاهرة الدولي إلى مطار مسقط الدولي عاصمة سلطنة عمان الشقيقة، وما بين الإقلاع والهبوط 4 ساعات، عبرت خلالها المحيطات والصحاري وثلاث دول شقيقة الإمارات والبحرين والكويت.

في مسقط تختلط حرارة حفاوة الشعب العماني بأشقائهم العرب عامة والمصريين خاصة مع حرارة الجو التي تبلغ في شهور الصيف 45 درجة مئوية، غير أن المفاجئة التي تخفيها هذه الأرض الطيبة هي أن فصول العام الأربعة تجتمع تتعانق في زمن واحد على أرض السلطنة بشكل نادر الحدوث، فعلى بعد 150 كيلو متر من العاصمة مسقط يقف الجبل الأخضر شامخاً ترتفع قامته 10 ألاف قدم، بمجرد صعودة تتقلص درجات الحرارة مع الصعود حتي تنحصر في 25 درجة مئوية في جو خريفي بديع، وكأن الزائر أنتقل لبلد أخر أوربي، وبمجرد التحليق باتجاه محافظة ظفار بولاية صلالة التي تبعد عن مسقط 1000 كيلو متر شمال السلطنة بالقرب من حدودها مع اليمن الشقيق ، بمعدل ساعة وعشرين دقيقة طيران تفاجئ بفصل ثالث ورابع من فصول العام حيث الشتاء،والربيع والسماء يتساقط منها رزاز الماء كأطفال المطر، وسط بين الأمطار والندى صانعة مظلة من الرزاز والضباب المحتضن للزائرين، ففي ساعات معدودة تعايش في بلد واحد فصول العام من الصيف للخريف للشتاء، وتصافح عينك لوحات الطبيعة والأشجار المثمرة على جوانب طرقات شديدة النظافة وبعض اللافتات، لن تترك سوى أثر قدميك ولن تأخذ معك غير الذكريات الجميلة فلا تدع اللحظة تفوتك.

في سلطنة عمان تلحظ بشكل واضح شدة التناغم والتفاعل العميق بين إرادة الإنسان وروعة المكان، فاستطاع العمانيون ترويض الطبيعة وتحويل العقبات من جبال وصخور ومرتفعات ومنخفضات إلى مقومات نجاح كاشفين عن سحر وجمال الطبيعة ،فمنذ عام 1970 كانت السلطنة مجرد صحراء وبيوت ريفية بسيطة وخيام، غير أنها الآن تشهد نهضة ملحوظة على مستوى المعمار والبنية الأساسية والتنمية، ففي الطريق للجبل الأخضر تفاجئك شبكة الطرق المعبدة تشق الجبال وتتلوى بين منحدرات ومرتفعات لا يقوى على تسلقها سوى سيارات الدفع الرباعي وقائديها المهرة، ففي بداية الصعود تجد الزوار وقد ركنوا سياراتهم العادية واستقلوا سيارات الدفع الرباعي ، وفي الطريق إلى القمة تنخفض درجات الحرارة من 45 درجة مئوية إلى 25 درجة بواقع انخفاض درجة كل دقيقة ونصف من الصعود بمتوسط سرعة 45 كيلو في الساعة، واللافت روعة البيئة أعلى الجبل حيث الأشجار والنباتات النادرة التي لا تنمو إلا في البيئة ذات الأمطار الكثيفة طيلة العام .

الجبل الأخضر والأميرة ديانا

أعلى الجبل الأخضر الذي سمي بهذا الاسم لما تكسوه الخضرة في فصل الخريف، تقبع الفيلات ذات المعمار الحديث وفندق صمم ليتناسق مع البيئة التي تزيده روعة ، غير أن اللافت هو وجود قرى عديدة في باطن الجبل ووديانه وأعلى قممه كاملة الخدمات من غاز ومياه وكهرباء لتفاجئ بحياة كاملة وتحول قطاع ليس قليل من سكان الجبل من البداوة إلى التمدن في بيئة رائعة الجمال.وما بين الرعي والزراعة يعيش سكان الجبل غير أن اللافت هو زراعة المدرجات حيث تم نحت مدرجات في الجبال لزراعة الورود واستخلاص العطور، وفي سفوح الجبال تنفجر عيون الماء العذب مشكلة شلالات صغيرة وجنان من أشجار اللوز والجوز في إعجاز من الخالق الذي أبدع لوحات طبيعية رائعة الجمال وسط بقايا منازل قديمة في حضن الجبال تثير العجب والتساؤلات حول كيفية عيش القدماء في هذه المنازل المنحوته في الصخور...أعلى الجبل الأخضر والمكون من سلسلة جبال ومنحدرات لا زالت أثار مخيم الأميرة "ديانا "باقية منذ أن زارت المكان عام 1985 بعد أن هبطت بطائرة هليكوبتر على الجبل في إطار زيارة للسلطنة قبل أن تفارق الحياة في حادث سير ببريطانيا أثار الجدل مصطحبة معها "دودي الفايد" نجل الملياردير المصري "عماد الفايد" المقيم في بريطانيا وهو الحادث الذي أثار جدلا ولم يفك ألغازه حتى الآن.


سلطنة عمان تبلغ مساحتها 309 ألف و500 كيلو متر مربع لتحتل المركز الثاني من حيث المساحة ضمن دول الخليج العربي، ويصل عدد سكانها مليون و900 ألف مواطن ليصل إجمالي سكانها بالعمالة الوافدة 2مليون و700 ألف فيما يسيطر على العمالة الوافدة الهنود والباكستانيين في أعمال الخدمات السياحية والأعمال الحرفية والمتاجر في الأسواق وذلك نظراً لقرب السلطنة من الحدود الهندية والباكستانية وانخفاض أجورهم مقارنة بالعمالة العربية، فيما ترتكز العمالة المصرية في التدريس بالمدارس والجامعات والإعلام، ومن اللافت حب العمانيين الشديد للمصريين فبمجرد أن تتحدث في سوق أو مقهى حتى يتعرف العماني على جنسيتك من اللهجة المصرية التي يعرفها الشعب العماني من الاحتكاك المباشر بالمصريين أو متابعة الدراما المصرية، وسرعان ما يرحب بك ويسترجع ذكرياته مع معلمه المصري في المدرسة، أو يحكي لك عن أيام قضاها في القاهرة يدرس في جامعاتها، قبل أن تشهد عمان نهضتها التنموية وإصلاحاتها السياسية، التي بدأ بقيادة السلطان "قابوس بن سعيد " قائد النهضة العمانية كما يصفه العمانيون والتي تنامت في السنوات الماضية بإنشاء جامعة السلطان قابوس بفروعها العلمية التطبيقية والنظرية والتي شملت كليات حديثة من الطب وحتى السياحة والفنادق لتوفير كوادر قادرة على دعم خطط التنمية السياحية في ظل كثرة الموارد الطبيعية والبيئة وغيرها من المقومات الداعمه لهذه الصناعة...واللافت في مجال السياحة رغم توافر كافة المقومات هو كما يقول الشيخ عبد الملك بن محمد السعيدي أن المجتمع العماني لازال في حاجة لتقبل العمل في السياحة كصناعة، فبعض الأسر قد ترفض أن تزوج الشاب الذي يعمل في فندق، لافتاً إلى أن الدراسات تشير إلى معظم العمالة في مجال السياحة عمالة وافدة من الخارج وهو ما يتطلب جهد ليشعر المواطن بأهمية عوائد السياحة لرفع مستوى الدخول...رغم أن التقسيم الإداري للسلطنة يقسمها إلى 11 محافظة فأن كل محافظة تضم ولايات يعين واليا لكلاً منها يعمل تحت سلطة المحافظ ليبلغ عددهم 61 ولاية، لكلاً منها طبيعتها الجغرافية وطقسها ومواطن سحرها وجمالها، فمسقط أكبر المحافظات والعاصمة السياسية والاقتصادية ومركز الثقل السكاني، وهي محافظة باهرة الجمال والنظافة وتشتهر بالبوابات ذات الطراز التاريخي الشبيهة ببوابات القلاع والحصون، وتطل من الجنوب على بحر عمان وبها ميناء عمان الذي تحول إلى موقع سياحي يحوي السفن القديمة ويمثل مركزا للتراث الثقافي ، ويبلغ عدد سكان عمان 775 ألف نسمة وتضم 6 ولايات وفي مسقط القصر السلطاني الذي يقبع بين قلعتين تاريخيتين مبهرتين هما قلعتي "الجلالي" و"الميراني" المطلتان على بحر عمان على شاطئ ميناء ولاية مطرح.

العلاقات المصرية - العمانية تعود لعهد حتشبسوت

واللافت أن القصر الملكي تستطيع الاقتراب منه دون تشديدات أمنيه كالمعهودة بمعظم الدول، كما أن اللافت هو الأمن والسلام الذي تشهده السلطنة وهو أهم ركائز التنمية. فالقانون مطبق على الجميع بالعدل ودون محاباة فالجميع سواء، ويظهر ذلك جلياً في حركة المرور والالتزام بالإشارات دون وجود عسكري وأيضاً في نظافة الشوارع، فقد قال أحد العمانيين أن الغرامات مغلظة لمن يلقي قاذورات في الطريق وعند المخالفة فالغرامة أو الحبس حتى لو كان مرتكبها نجل وزير الداخلية.. أحد الأصدقاء دعاني للتجول بسيارته في وقت متأخر من الليل بالمدينة وعندما شاهد الإشارة حمراء توقف ومثله سيارة أخرى لم يكن سواهما في الطريق ،ومع ذلك توقفا، لفت نظري هذا الانضباط وعندما سألته قال: أن المخالفة تعني رصد الرادار لها والمثول للعقوبة ،وروى لي واقعة مخالفة صحفي لقواعد المرور وهو صديق لمدير إدارة المرور بالعاصمة ، ومع ذلك حرر له مخالفة لم يسددها فسجن أسبوع ولم تفلح اتصالاته بقائد المرور لإعفائه من العقوبة بل زاره قائد المرور في محبسه وقال له لا أملك لك شئ أمام القانون يا صديقي غير زيارتك في محبسك.

السوق القديم بمسقط يحوي الكثير من الأعمال اليدوية والزي العماني واللبان وهو مستخرج من شجرة نادرة لا تتوافر سوى في السلطنة والهند والصومال حيث يتم جرح فروعها فتخرج مادة أشبة بالصمغ يتم تجميعها ويستخدم كبخور ويحل في الماء ويشرب ويمضغ وكان في السابق يمثل الثروة القومية أو الذهب الأبيض للعمانيين حيث تحمله السفن وقوافل طريق الحرير إلى الملكة "حتشبسوت" المصرية ومعابد الفراعنة لاستخدام البخور في عباداتهم وطقوسهم وللقصور كما حملته السفن لأوروبا والصين والحضارات القديمة وساعد على أنشاء علاقات تجارية ودبلوماسية للسلطنة مع حضارات العالم القديم حتي سميت البلاد قديما باسم" أرض اللبان" ويبلغ سعر الكيلو الآن من النوع الفاخر منة 62 دولار..وفي مسقط مسجد السلطان قابوس الذي يتسع ل20 ألف مصلي وتحيطه مساحات خضراء والبساتين وبه أكبر نجفة على مستوى العالم وأكبر سجادة.

صلالة والشاويش زاتونة

تقع ولاية صلالة بمحافظة ظفار ،وهى الثانية من حيث المساحة بالسلطنة فهي بوابة عمان على المحيط الهندي وبها مزارع اللبان وأشجار نخيل الأرجوان وجوز الهند التي لا توجد في العالم العربي سوى في هذه المدينة لمناخها المتميز حيث تتساقط الأمطار في شكل رزاز طيلة ساعات اليوم في فصل الصيف، وعرفت بمدينة اللبان والبخور ، وهي تبعد عن العاصمة ألف كيلو متر قطعها طائرة سلاح الجو العماني في ساعة و20 دقيقة بسرعة 800 كيلو في الساعة، وسلاح الجو العوماني يقدم خدمة مجانية بنقل المدنيين في الرحلات الداخلية بالمملكة، والطريف في المطار أن الانضباط سيد الموقف لدرجة إلزام الشاويش (زاتونة ) ،وهي سيدة في الخمسين من عمرها للسيدات المسافرات بضرورة الالتزام بالاستراحة الخاصة بالنساء رافضة اختلاطهم بالرجال ،مما أثار حالة من البهجة في المطار بتعمد كثر تعليماتها لتعاود التشديد على ضرورة الالتزام فما كان من كل راكب أن مازحها بأن هاتين السيدتين أو الثلاثة الجالسات بجواره زوجاته والشرع حلل أربعة.

الشاويش زاتونة، فاجئنني بالإقبال علي مسرعة خلال اتجاهي للطائرة ،ففكرت أرفع الراية البيضاء معلناً استسلامي خشية أن تصوب سلاحها تجاهي، فقلت لها:" فيه أية يا شويش زاتونة؟"، قالت :"أنت خالفت التعليمات وتسير على البلاط الأبيض ألزم بالطريق القانوني وسر على البلاط الأحمر"، ففعلت وعلامات السرور ترتسم على وجهي فهي سيدة ظريفة منضبطة بعملها إلى أقصي حد، ومن فرط جديتها أثارت البهجة وتركت ذكرى للتندر في ذاكرة مجموعة من الإعلاميين العرب المشاركين في فاعليات دورة الإعلام والسياحة الذي نظمته جمعية الصحفيين العمانية بالتعاون مع اتحاد الصحفيين العرب ووزارة السياحة، بمدينة صلالة بمشاركة 36 صحفياً من 12 دولة عربية ،ووسط حفاوة وزارة السياحة وعوض بن سعيد باقوير رئيس جمعية الصحفيين العمانية ،وسالم الجهوري نائب رئيس الجمعية لتستمر الفاعليات برعاية رسمية من الشيخ سالم بن عوفيت الشنفري رئيس بلدية ظفار، فيما شهدت الفاعليات حلقات نقاشية مع خبراء الإعلام السياحي أدارها سعد الضامن مستشار رئيس المنظمة العربية للسياحة، الذي شارك فيها الكاتب الصحفي ابراهيم نافع رئيس الاتحاد العام للصحفيين العرب والكاتب الصحفي منير الفيشاوي‮ ‬والدكتور حسام درويش الخبير الدولي للصحافة الالكترونية والدكتور حابس سماوي بقسم الإعلام بجامعة البحرين ورفيقة الطرابلسي سكرتير تحرير وكالة الأنباء اللبنانية وعدد من الإعلاميين العمانيين منهم فهمي بن خالد الحارثي رئيس تحرير صحيفة عمان للصحافة، وعلي بن راشد المطاعني عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية .

صلالة جوهرة سياحية لازالت بكراً تحتضنها ظفار المحافظة القابعة في جنوب سلطنة عمان، تلتحف بثوب حريرياً من رزاز الماء المتساقط كأمطار لازالت في طور الطفولة المبكرة، تداعب وجنتيك مع نسمات باردة بمجرد وصولك لمطارها، تنعشك دون أن يثيرك البلل، تلك الأمطار الخفيفة تصنع مظلة تحمي زوارها من أشعة الشمس وتشعرهم وكأنهم لم ينتقلوا من مسقط لصلالة فقط بل سافروا من فصل الصيف لفصل الشتاء الدافئ في ساعة وثلث فقط، هذه الأمطار والمناخ الرائع تمخض عنه تلاقى تيار بخار الماء القادم من بحر العرب مع رياح الصحراء الساخنة فتساقط الرزاز على صلالة ليصنع ربيعا في فصل الصيف، لتكون عمان ممثلة في مسقط بحق عاصمة السياحة العربية لعام 2012.

زئير النوافير

وعلى بعد 45 كيلو متر من صلالة يقع سهل المرنيف، الذي يعد لوحة فنية طبيعية، حيث روعة الشواطئ والكهوف، أعلى وأسفل الأرض، ففي منطقة النوافير، صنعت التفاعلات الجيولوجية على مر الزمن أنفاق وكهوف أسفل الشاطئ الصخري وفتحات تمر بها أمواج المحيط المتلاطمة لتفاجىء الزائر بثقوب أسفل قدميه يصعد منها الماء كالنوافير من آن لأخر وما بين اندفاع الماء من فينة لأخرى أصوات أشبة بزئير الأسود لكنها زئير النوافير نادرة الوجود.فيما يحوي متحف صلالة أثار من العهود القديمة وبالقرب منة مدينة أثرية تعود لآلاف السنين وبها مسجد يرجع تاريخه إلى 3 ألاف عام، قائم على 44 عمود وهو ضخم المساحة مقارنة بمساجد هذا الزمان، وعلى الطرقات تشعر وكأنك في سنغافورة أو جزر القمر حيث أشجار الموز ونخيل جوز الهند والباعة على الطرقات في أكواخ . فيما تمتد الشواطئ رائعة الجمال في صلالة ومحافظة ظفار بطول 560 كيلو متر لتسقط الأمطار الموسمية في الصيف على 130 كيلو متر من المحافظة.بينما يمثل مهرجان صلاله الدولي قمة الإبداع حيث يحوي التراث ونماذج حية للتراث المعماري والثقافي وبحيرات صناعية تحتضن نماذج سفن الصيد القديمة وحفلات الفلكلور الشعبي والأشغال اليدوية والأسواق الشعبية حيث يزوره الآلاف من الدول العربية.

ضريح النبي أيوب

على ارتفاع 1200 قدم من سطح البحر ، تسلقت بنا سيارات جبال ظفار الوسطى مبتعدة عن مدينة صلالة مسافة 27 كيلو متر قاصدة ضريح نبي الله أيوب، وفي الطريق لوحة فنية أبدعها الخالق عز وجل حيث يتساقط رزاز الماء بكثافة مع الصعود ،وتزداد خضرة الجبل وأزهاره ونباتاته مع الارتفاع ،وكثافة الضباب تنحصر معها درجة الرؤية بالعين المجردة في مدى أقصاه 15 متر عند قمته الجبل والضريح، وفي الطريق تضيء السيارات الأنوار لتسهيل الرؤية ،فتشعر معها والضباب كأنك في منتصف الليل رغم أنك في منتصف النهار وتشعر بجو الشتاء وطقسه وأنت في منتصف الصيف، وأمام الضريح تجد بئر حجري قديم بداخلة صخرة عليها أثار قدم منسوبة لنبي الله أيوب ، وبجوار الضريح أثار مصلى قديم أو مسجد صغير بقى منه جدرانه وبه علامات تشير إلى قبلتين الأولى تجاه المسجد الأقصى وهو ما فسره البعض بأنه كان مكان تعبد نبي الله أيوب تجاه القدس قبل نزول الوحي على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، والثانية تجاه مكة المكرمة مما يشير إلى تعديل القبلة بعد ظهور الإسلام في هذا المصلى، ومع ذلك فلا يوجد جزم علمي بأن الضريح لنبي الله أيوب بل مجرد روايات تناقلتها الأجيال عن الأجداد ،ويغطى الضريح أو اللحد بغطاء من الحرير أخضر اللون وخلف الضريح منحدرات وأشجار يانعة تستحم برزاز المطر..(حقاً لن يترك زائر عمان سوى أثار قدميه من فرط نظافتها ولن يأخذ معه سوى الذكريات الجميلة)،هي عبارة تنم عن لباقة وأدب العمانيين في مخاطبة الضيف، فكأنهم أرادوا القول (حافظوا على نظافة المكان) لكن بلباقة.

أجر 20 شهراً يمكنك من الزواج

المرأة في عمان تحظي بمكانة خاصة فالسلطان "قابوس" خصص يوما للاحتفال السنوي بعيد المرأة تقديراً لدورها في المجتمع، كما أنها تشغل وزارتين في مجلس الوزراء الذي يرأسه السلطان ،وتزداد نسب تعليم الفتيات وتعملن في مختلف المجالات، وفيما يتعلق بتكلفة المهور فتصل إلى 10 ألاف ريال عماني فيما يبلغ متوسط أجور الشباب 500 ريال أي أن أجر 20 شهر كفيل بتوفير نفقات زواج الشاب، كما تشارك المرأة الرجل في تأسيس مسكن الزوجية.


الصحف الإنجليزية تنافس العربية

ظاهرة لافتة في عمان أن أجمالي عدد الصحف اليومية 9 صحف أبرزها (عمان والشبيبة والزمن والرؤية والوطن)، خمسة منها تصدر بالعربية وأربعه باللغة الأنجليزية .. ويوجد قطاع كبير من القراء متحدثين الإنجليزية ،بينما الملكية في الصحف جميعها خاصة باستثناء صحيفة واحدة مملوكة للحكومة، فيما شعرت وأن استمع لإذاعة عمان بأني استمع للإذاعة المصرية ،ففي الصباح أغنيات مصرية ،وقراءة القرآن بصوت الشيوخ عبد الباسط ومحمد رفعت والليثي بينما يفسر الآيات أساتذة علوم دين عمانيين مما يعكس تأثر الإذاعة العمانية بالخبرات المصرية التي شاركت في تأسيسها، وإلى جانب الإذاعة يشهد التلفزيون العماني تطوير ووكالة الأنباء العمانية أصافة للاهتمام بالمواقع الالكترونية.

نظام الحكم سلطاني وراثي في عائلة "البوسعيد"، ولا يوجد أحزاب بالسلطنة بل يعين السلطان الوزراء والمحافظين ومجلس النواب الذى ينتخب من الشعب في مقابل مجلس يعين من السلطان ممثلا للحكومة وفي العام الأخير صدرت مراسيم سلطانية بتوسيع سلطات البرلمان لمنتخب تشريعيا ورقابيا.

حبا الله السلطنة بموقع جغرافي و ثروات طبيعية وشواطئ ساحلية عززت مواردها الاقتصادية ، حيث تقع السلطنة أقصى الجنوب الشرقي لشبة الجزيرة العربية، مطلة على ساحل يمتد إلى 13 ألف و165 كيلو متر يبدأ من بحر العرب أقصى الجنوب الشرقي والمحيط الهندي وحتى بحر عمان لينتهي عند منطقة "مستدم" شمالاً المطلة على مضيق "هرمز" الاستراتيجي والذي أشتعل حوله مؤخراً صراعاً دولياً نتيجه التهديدات الإيرانية المتكررة بغلقه في وجه ناقلات النفط، فيما ترتبط عمان بشريط حدوي مع دولة اليمن من الجنوب ومع المملكة العربية السعودية غرباً والأمارات العربية شمالاً إلى جانب امتلاك عمان لمجوعة من الجزر أبرزها جزيرة "سلامة" وأبنائها فى "بحر العرب".

يرتكز اقتصاد عمان على النفط بمتوسط إنتاج يومي864.6 برميل بواقع 67.7 دولار للبرميل ليصل أجمالي صادرات النفط من الصادرات العمانية 12مليون ريال، وكذا الثروة السمكية أبرزها أسماك "الروبيان"، "الهامور" ،" السردين" الذي يستخدم الفائض منه علفاً للحيوانات وسماد للمزروعات، إلى جانب الثروة الزراعية في مقدمتها مزارع التمور، والإنجاز ممثل في شبكة الطرق التي تشق الجبال وتصعد المرتفعات لربط المحافظات والمناطق المستهدف تنميتها وفقاً لخطط خمسيه بدأت الثامنة منها عام 2011 وتستمر حتى 2015 ،حيث بلغ طول الطرق المعبدة 12ألف كيلو متر وفق خطة نهضة تكتمل بعام 2025م.