عجيبة، أن يقوم الشعب بثورة بلا قائد تتحدث عنها شعوب العالم كله ،العدو قبل الصديق ، الثائرون وغيرهم، فخورين بأهدافها "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية"..وبعد مرور 19 شهر،تخللتها احتجاجات فئوية في كل وزارة وهيئة يطالبون بالحقوق الضائعة ،بينما المسئولون يطلون من مكاتبهم بعد حين يطالبون المحتجين بالصبر ومواصلة العمل ،ملوحين لهم بأن توقفهم عن العمل معناه تعثر عجلة الإنتاج وزيادة أكثر وأكثر من المعاناة والفقر ..
نحن لا نؤيد أى احتجاجات فئوية من شأنها تعطيل عجلة الإنتاج رغم أنها متوقفة بطبيعتها إلا أنى أتعجب من المسئولين الذين يصمون آذانهم عن مطالب الأصوات الفئوية ،فهم يبدأون بالتعبير عن مطالبهم ثم تأتى مرحلة الإلحاح والصمود ثم التهديد بكشف المستور من فساد السنيين بالمستندات الرسمية.. ورغم ذلك يصر المسئول على أن يصم أذنيه ويتجاهل تماماً كل ما يلوحون به من مخالفات.
وإن كان الكثيرين يبحث عن هوية "الثورة المضادة" وعن "الطرف الثالث" إلا أنى أجزم أنها بيننا ،تدعى إيمانها بأهداف الثورة بينما هى التي تصدر الأزمات يوما بعد يوم ،هي كل أذن صماء عن أنين الشعب الذي يطالب ليلا نهارا بتطهير جميع المؤسسات الحكومية ،وكأنه حلم صعب المنال .
لماذا يتحدث المسئول في بداية توليه المنصب عن الأمل والتفاؤل بغد أفضل، طالما هو لا يلتفت إلى مطالب المظلومين؟..هل نسيت الحكومة الانتقالية التي أطلت على الشعب المصري أنها وعدته بقيادة مصر لبر الآمان، وأنه مدركة حجم الفساد المتراكم منذ سنوات ، وأنها ستطبق القانون بلا مصالح شخصية..ها نحن نكتشف في نهاية عهد تلك الحكومة أن الثورة لم تحقق سوى هدف واحد فقط .. "الحرية".. فالمظلوم يحتج ويتظاهر ويشكو وقتما يريد ويقول ما يريد.. ولكن للأسف لا يأخذ المسئول شكوى المظلوم مأخذ الجد من واقع المسئولية التى ارتضاها لنفسه طواعية.
الشعب،طال انتظاره لقائده الذي يأتي به صندوق الانتخاب ،انتظر من يوحد صفوفه ويقضى على الانشقاقات التي طالت كل بيت بالحق ،انتظر التطهير،انتظر عجلة الإنتاج الثورية، انتظر خارطة طريق النهضة....فعلام إذن انتفض ولازال ينتفض إذا كان كل الفساد معلوم للجميع ومستقر في مكانه الحصين؟..
صرخات المظلومين مدوية ،وهم كثيرون،وكان الأجدر بالقيادات الشريفة التي تفتقد القدرة على الأداء السليم الوقوف بخبراتهم خلف الصفوف الأمامية لأن التاريخ لن يرحم أحد وكما سيشهد لكم بقبولكم تولى المناصب، سيشهد عليكم بأنين وصرخات المظلومين، فنحن بحاجة إلى طاقات الشباب الذين يملكون أفكارا وحلولاً غير تقليدية لصنع المستحيل.. الذين يسعون إلى محاربة الأعداء المرئية بيننا لا من يتخيلون أنهم وراء الستار.
وكلمتي إلى كل الشرفاء حاملين لواء النهضة ، اسمعوا صرخات المظلومين جيداً ،فمن هنا ستكون البداية لوضع نقاط سريعة ومحددة وواضحة للعيان فى صفحات الفساد المتراكمة ، كى نستطيع معاً أن نبنى مصر الجديدة ،ونكتب تاريخا مشرفاً من أول السطر.
|