افتتحت أعمال الملتقى العربي للإعلام السياحي في دورته الرابعة تحت شعار "نلتقي لنرتقي"، بمشاركة 60 صحفي من 17 دولة عربية هي مصر والسعودية واليمن والإمارات والبحرين وقطر والكويت وسلطنة عمان والعراق ولبنان والأردن وفلسطين وليبيا والجزائر وتونس والمغرب والسودان وموريتانيا ، و5 محطات تليفزيونية و6 وكالات أنباء عربية،وذلك في الثامن عشر من ابريل الجاري بحضور ممثلي هيئات حكومية وسياحية خاصة عربية على إيقاع مقطوعة موسيقية تراثية مصرية ترحيبية من الفنان المصري سمير الاسكندراني .
وأوضح الرئيس المفوض في المركز العربي للإعلام السياحي عبد الرحمن الصانع دور الإعلام السياحي في التأثير على التوجهات السياحية العربية البينية والذي من خلاله يتم جذب الآلاف بل ملايين السياح العرب، عارضا الخطوات التي قطعها المركز العربي للإعلام السياحي ، الذي يتطور يوما بعد يوم، مؤكدا العمل حالياً على إطلاق قناة فضائية مستقلة متخصصة.
ومن جانبه،أكد سامي محمود وكيل أول وزارة السياحة ورئيس قطاع السياحة الدولية، أن السياحة تمثل 18 % من الدخل القومي لمصر ، وتحقق عائد يقدر بمبلغ 12.5 مليار دولار أمريكي سنويا وهذا يمثل 20 % من إجمالي العملات الصعبة الواردة إلى مصر ، كما أن هناك 5 ملايين مواطن يعملون في هذا القطاع الذي يلعب دورا مهما في الاقتصاد المصري.
وقال محمود :"أن الإعلام والسياحة وجهان لعملة واحدة وقد تأثرت مصر في الفترة الأخيرة بالمد الإعلامي من خلال "تشويش وتشويه" الصورة ،وقد أثرت الأحداث التي شهدناها على قطاع السياحة الا ان هذا الأمر عاد وتحسن مع عودة الاستقرار حيث سجلت زيادة في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2012 قدرت بنسبة 32 % ، وقد استقبلت مصر 2.5 سائح منذ بداية العام الجاري إلى الآن ، وقد حققت السياحة العربية ما يفوق 64 % . مؤكدا على احتياجنا إلى دعم الإعلام العربي بأطيافه كافة ونقل الحقيقة بدون تزيين أو تزوير،موضحاً أن مصر آمنة ترحب بكل زائر والأولوية للزائر العربي".
كما أعلن رئيس اللجنة المنظمة للملتقى خالد عمر عن جوائز الإعلام السياحي والتكريمات ،ليحصل "مصطفى النجار" مدير تحرير جريدة الأهرام على جائزة أفضل صحفي سياحي ، ومجلة "أسفار" الإماراتية على جائزة أفضل مجلة سياحية عربية ،وجائزة أفضل ملحق صحفي سياحي لمؤسسة دار الخليج بالإمارات للطباعة والنشر وتسلمها حسام يوسف ، جائزة الشريك الاستراتيجي لشركة "تيز" للنقل والسياحة في مصر، جائزة الوجهة السياحية الأفضل للأسرة العربية لمجموعة "رتاج " للفنادق والضيافة بقطر ، جائزة رجل التراث العربي الأول الشيخ فيصل بن قاسم آل الثاني ، جائزة الريادة في العمل السياحي العربي لنبيل حسن الفقيه وزير السياحة السابق باليمن وأيضا للرئيس السابق لهيئة التنشيط السياحية المصرية احمد الخادم، جائزة سفير السياحة العربية لعام 2012 الدكتور علي بن حمزة العمر، كما تم خلال الاحتفال تكريم الباحث سالم عبد القوي بهيئة تنشيط السياحة المصرية.
ومن جانبها، دعت د. لمياء محمود أستاذة الأعلام المسموع بالقاهرة ونائب رئيس شبكة صوت العرب في مداخلتها ضمن ورشة العمل الأولى وهى "المعالجة الإعلامية الحديثة لأخبار القطاع السياحي" الذي شارك فيه الإعلاميون العرب والوفود المشاركة في الملتقى إلى "رفع المستوى المهني للصحفيين السياحيين من خلال التدريب وتبادل العلاقات والتجارب بمشاركة مختلف المهنيين والعاملين في قطاع السياحة، موضحة أنه للأسف سياحة الآثار والشواطئ هي الأكثر ترويجا واستخداما في الإعلام السياحي فقط بينما هناك أشكال أخرى كثيرة يجب التركيز عليها . مؤكدة أن هناك مجموعة من المواصفات التي يجب أن يتحلى بها الصحفي المشتغل في مجال السياحة من أهمها أن يكون محبا للسياحة ولديه القدرة والرغبة أن يكون سائحا في كل وقت ولكل أنواع السياحة وأيضا لديه قدرة على الابتكار من خلال الصورة أو مختلف الوسائط المتاحة وغيرها من الفنون الإعلامية.
وأوضح د.سامي الشريف عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا بالقاهرة أن عددا من الدول تعتمد على الدخل السياحى كدخل قومي ،وللأسف عدد كبير من تلك الدول العربية لا تظهر على خريطة دول العالم السياحية إلا في بعض المؤشرات وعلى استحياء رغم امتلاكهم لمؤهلات كبيرة سياحية تتزعمهم المغرب وتونس ومصر بعد أكثر من ثلاثين دولة ،مشيرا إلى دور الإعلام في بناء الصورة الذهنية للدول لدى الآخرين ، موضحاً أن الصورة الذهنية هي أفكار ومعتقدات لدينا على الآخرين سواء كانوا أشخاص أو مجموعات نكونها مما نسمعه من وسائل الإعلام وأحيانا تصبح هذه الصورة الذهنية معتقدا أساسيا وثابتا يصعب تجاوزه إلا بالزيارة الميدانية للمكان.
وأشار د.الشريف إلى تجربة تركيا في الترويج السياحي لامكاناتها من خلال استغلال السينما والتلفزيون ، فالبيت الذي تم تصويره كبيت لممثلين في مسلسل "مهند ونور" الآن أصبح مزارا سياحيا تقف أمامه المراكب السياحية لالتقاط الصور.
كما أوضح د. الشريف النقط الفاصلة بين الإعلان السياحي و الإعلام السياحي معتبر أن هذا الأخير "يهتم بنشر الحقائق والمعلومات الصحيحة والدقيقة عن الأماكن السياحية والمزارات دون حصوله على مقابل مادي منها بهدف تنشيط السياحة ودفع الزائر لزيارة تلك الأماكن والمجالات. ولكن الدعاية أو الإعلان تقدم بمقابل او تقدم معلومات غير دقيقة وغير صحيحة كدفع الزبون لزيارة مكان وإيهامه بان هناك رخاء ولكنه عندما يزور المكان يصطدم بغلاء في الأسعار ،لافتاً إلى أنه ليس من المهم أعداد السائحين أو عدد الليالي التي قضوها بالبلد بل الأهم هو نوعية السائح و قيمة الإنفاق لديه .
فيما قدم عبد الرحمن الصانع الرئيس المفوض للمركز العربي للإعلام السياحي بالسعودية نموذج السياحة في دبي ومصر ،حيث حققت الأولى في 20 سنة حوالي 4 مليون سائح حسب احصائيات عام 2010 في حين استطاعت مصر جلب حوالي 10 مليون في نفس السنة ،في الوقت الذي ارتبطت مصر بالسياحة بالشكل المنظم منذ أكثر من 120 سنة ،قائلاً: "هناك خلل ما في موضوع التسويق للسياحة .. منها السلوكيات الخطأ من بعض المواطنين مثل التسول أو حتى من المسئولين فى عدم ادارك الخطط الملحة للتنفيذ وتأجيلها بحجة الروتين وقلة الامكانيات".
وفى لقائه مع الإعلاميين العرب، صرح عمرو العزبى بان مصر ستطلق أكثر من 100 فاعلية لتنشيط السياحة المصرية بداية من هذا الملتقى وحتى مهرجان "الفوانيس". مشيرا إلى أن الحكومة المصرية ووزارة السياحة يشجعان الاستثمار العربي وبقوة دون إجحاف بحق مصر.
وحول القوافل العربية، قال العزبى أن الهيئة ستزور الدول العربية المعنية بالسياحة إلى مصر وستحضر معرض الرياض في مايو القادم، ومن قبله معرض دبى للسفر فى نهاية الشهر الجارى،واقامه أنشطة وفاعليات متعددة.
جدير بالذكر أن الملتقى سيمتد حتى 24 من الشهر الجاري ما بين القاهرة والغردقة ، وسيلتقى وزير السياحة المصري بالوفود في ختام الأعمال والأنشطة مساء الاثنين المقبل بمدينة الغردقة.وكان المشاركون قد قاموا بزيارة المناطق الأثرية فى القاهرة وطلبوا ان يتجولوا سيرا على الأقدام في وسط المدينة ،متعجبين من الأخبار التي تعكس اشتعال تلك المنطقة على شاشات القنوات العالمية والعربية وصفحات الجرائد المصرية والعربية وهى دون الحقيقه ،حيث قاموا بزيارة البرج وميدان التحرير والتقطوا الصور التذكارية وشاهدوا في انبهار مراحل الحضارة المصرية فى زياراتهم للمتحف المصرى . |
