اجتمع منير فخري عبد النور، وزير السياحة المصري مع د. طالب الرفاعى، الأمين العام لمنظمة السياحة أثناء مشاركته فى مــعرض الفيتور السياحي والمقــــام في مدريد بدولة أسبانيا خـــلال الفترة من 18-22 يناير الجاري، وبحضور عدد من ممثلي المنظمة.
وقد أكد ممثلو المنظمة على دعمهم الكامل ومساندتهم لصناعة السياحة المصرية بما يمكنها من النهوض مجدداً بشكل سريع واستعادة الحركة الوافدة للبلاد لمعدلاتها الطبيعية، وعليه تعتزم منظمة السياحة العالمية إقامة عدداً من الفعاليات السياحية في المقصد المصري خلال الفترة القادمة وعلى رأسها " المؤتمر الدولي الثاني عن الإعلام والاتصال السياحي" والمقرر عقده بمرسى علم على مدى يومين خلال شهر ابريل القادم، والذي سيناقش عدداً من القضايا الهامة ومنها دور الإعلام فى ترويج السياحة وتعزيز آليات التثقيف السياحي وممارسات الاتصال الناجح وخلق رؤية واضحة حول الإعلام والاتصال السياحي، ومن المزمع أن يشارك في فعالياته عدد من وزراء السياحة وقرابة من 350-400 مشاركاً يمثلون مؤسسات إعلامية وسياحية وصحافية واتصالات ومنظمات دولية من كافة أرجاء العالم.
ومن جانبه، رحب الوزير المصرى بهذا المؤتمر ،مشيرا الى الاستعداد للتعاون التام لتنفيذه بشكل جيد وناجح ليحقق الهدف المرجو منه، ومؤكداً ان إقامة مثل هذه المؤتمرات الكبرى وما يصاحبها من تغطية إعلامية دولية من شانها تسليط الأضواء على المقصد السياحي المصري والترويج له سياحياً بالخارج علاوة على إتاحة الفرصة للمشاركين للإطلاع على مواطن التقدم والتطور التي حدثت على جميع الأصعدة في البلاد والصورة الحقيقة لاستتباب الوضع الأمنى في مصر.
كما استعرض الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية عدداً من المشروعات الأخرى الناجحة التى تنفذها المنظمة حاليا بالتعاون مع وزارة السياحة المصرية وحجم تطور العمل فيها ومنها مشروع معايير التصنيف الجديدة لكافة الفنادق المصرية على مستوى الجمهورية ، علاوة على برنامج التنمية المجتمعية للموقع التراثى العالمي بدهشور الممول من الحكومة الاسبانية باعتباره مشروعاً رائداً يمكن تطبيقه على مقاصد أخرى بمصر حيث يهدف إلى حماية منطقة أهرامات دهشور ونظامها الإيكولوجي المحيط وفي ذات الوقت دعم السياحة القائمة على التنمية المستدامة، و ترسيخ مبادئ الإدارة الثقافية والبيئية السليمة، وخلق فرص عمل لزيادة الدخل.
وعقب الوزير على أهمية مشروعات التنمية السياحية المجتمعية والتي تُسهم فى كسر الحاجز بين السياحة والمجتمع المحلى وخلق الوعى والشعور لدى المواطن المحلى بأهمية هذه الصناعة والتى لا تقتصر فقط على الجانب الترفيهى وانما تحقق مجموعة من المنافع تصب جميعهاً لخدمة الفرد والمجتمع ويستفيد منها كافة شرائح المجتمع.
كما التقى وزير السياحة المصري بوفد من اتحاد رجال أعمال ومستثمري فالينسيا المعروف باسم MEDVALENCIA حيث تم استعراض المزايا التنافسية للمقصد المصري والإمكانيات الاستثمارية الهائلة التي تزخر بها البلاد في كافة مشروعات البنية الأساسية بمختلف المجالات وعلى رأسها المجال السياحي وذلك فيما يتعلق بالتخطيط السياحي والشراكة الفندقية والدراسات السياحية وغيرها .
كما أكد الوزير على اهتمام الحكومة المصرية بجذب الاستثمارات الأجنبية وخلق المناخ الملائم لها حيث ان مصر تفتح ذراعيها لاستقبال كافة المستثمرين وخاصة من أسبانيا. وقد أبدى الجانب الأسباني الترحيب بفكرة الاستثمار فى المقصد المصري والذي يدخل ضمن أهداف المنشودة للاتحاد الخاص بهم والقائمة على تعزيز الروابط التجارية مع دول جنوب البحر المتوسط ومن ضمنها مصر وزيادة تواجد شركات استثمارية لديهم في هذا المجال الجغرافي.وقد تم الاتفاق على إمكانية تنظيم مؤتمر فى مصر يدعى اليه اتحاد رجال أعمال ومستثمري فالينسيا للتعرف على ارض الواقع على مجالات الاستثمار المختلفة فى البلاد لدراسة ما يمكن تنفيذه من مشروعات تسهم فى خدمة مصر وتعود بالفائدة والنفع على أعمالهم.
كما أعلنت شركة CVC - واحدة من اكبر شركات تنظيم الرحلات فى البرازيل –عن اعتزامها تشغيل رحلات طيران عارض من البرازيل إلى مصر اعتباراً من شهر مايو القادم، والرغبة بالتعاون مع الوزارة فى خططهم الترويجية للمقصد المصرى لدفع الحركة من البرازيل الى مصر.
وقد أعرب وزير السياحة المصري عن استعداد الوزارة للتعاون مع كافة شركاء القطاع بالخارج لدفع الحركة السياحية من مختلف الأسواق إلى مصر وخاصة البرازيل باعتبارها من الأسواق السياحية ذات النمو الواعد والمدرجة على قائمة أولويات استراتيجية الوزارة للمرحلة الحالية .
وفى ختام فعاليات اليوم الثاني لمعرض الفيتور، عقد الوزير مؤتمراً صحفياً حضره عدد من ممثلي الصحف العامة والمتخصصة الصادرة في أسبانيا ، مشيرا إلى أنه على الرغم من الظروف التي مرت بها السياحة في مصر خلال عام 2011 ، إلا أنه قد زار مصر 10 مليون سائح بنسبة انخفاض قدرها 33% عن عام 2010، نتج عنه تحقيق إيرادات سياحية قُدرت بحوالي 9 مليار دولار بنسبة انخفاض 9,29% عن عام 2010، وقد ساهمت مجموعة الإجراءات التى اتخذتها الوزارة في أعقاب ثورة 25 يناير والتي قامت على الدعاية والإعلان والتواجد المستمر في المناسبات والمعارض السياحية الهامة ودعوة الإعلاميين الدوليين في رحلات تعريفية للوقوف على وضع الأمن والأمان بالبلاد في تقليص حجم الانخفاض السياحي بقدر الإمكان.
كما أكد الوزير على مواصلة الوزارة حملاتها الترويجية وتعاونها مع شركاء القطاع بمختلف الأسواق الخارجية لإعادة المعدلات لما كانت عليه في السابق.
وأكد الوزير على سعى الوزارة لمضاعفة أعداد السائحين الوافدين إلى مصر خلال الفترة المقبلة للوصول إلى 30 مليون سائح عام 2017 بحجم إيرادات تقدر بحوالي 25 مليون دولار، وأنه لتحقيق هذا الهدف فسيتم التوجه نحو فتح أسواق جديدة في الشرق والغرب خاصة مع القوى الاقتصادية الجديدة في العالم كالصين والبرازيل والأرجنتين وفنزويلا وشيلى إضافة إلى تنويع المنتجات السياحية وعدم الاقتصار فقط على السياحة الشاطئية والثقافية، علاوة على تشجيع الاستثمار في تنفيذ البنية الأساسية المطلوبة لتهيئة البلاد لاستيعاب هذه الزيادة.
ورداً على تساؤل حول الوضع السياسى الراهن فى مصر ومستقبل السياحة بها عقب حصد التيارات الدينية لأغلب مقاعد البرلمان، افاد الوزير ببدء سير البلاد نحو عملية التحول الديمقراطي وفقاً لخارطة طريق واضحة والتي من المقرر الانتهاء من إجراء انتخابات رئاسية في نهاية شهر يونيو من العام الجاري لتسليم البلاد إلى سلطة مدنية منتخبة، مؤكداً بأنه لن يتم الإضرار أو المساس بمستقبل السياحة المصرية لان من سيتولى الحكم سيضع في حسابه قدرة هذا القطاع في توفير فرص عمل وفي تحريك الناتج المحلي.
وفى نهاية المؤتمر ناشد وزير السياحة السائحين بصفة عامة والأسبان بصفة خاصة بضرورة تغيير اعتقادهم الخاطئ المكتسب من قبل وسائل الإعلام بشأن وضع الأمن في البلاد، وانه من الضروري عدم اختزال مليون كم2 وهى مساحة مصر إلى كم2 واحد وهو ميدان التحرير ، مؤكداً سيادته على استتباب الأمن في كافة محافظات مصر وأن الشعب المصري مقدر لقيمة السائح الذي لم يتعرض لأية إساءة منذ اندلاع الثورة وحتى الآن.
وعلى هامش فعاليات ثاني أيام معرض الفيتور، شارك منير فخري عبد النور وزير السياحة في قمة وزراء السياحة عن أفريقيا والشرق الأوسط المنعقدة على هامش فعاليات المعرض والتي نظمتها منظمة السياحة العالمية بالتعاون مع البيت الافريقى ( Casa Africa ) وإدارة معرض الفيتور وشارك فيها عدد من وزراء السياحة لدول إفريقيا والشرق الأوسط والأمين العام لمنظمة السياحة العالمية ومدير منظمة تنمية شرق أفريقيا والمدير الاقليمى لمنظمة السياحة العالمية لمنطقة إفريقيا ومدير البيت الإفريقي حيث تم التطرق إلى موضوع مستقبل السياحة فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وعرض الفرص الاستثمارية التى تزخر بها المنطقة، كما أعرب مسئول ملف أفريقيا بمنظمة السياحة العالمية عن الرغبة فى التعاون مع مصر فى مجال الخبراء السياحيين وتشجيع السياحة البينية الأفريقية.
|
