السبت , 22 مارس 2025

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

كلام آخر
أزمة بلا لازمة

كلام آخر
أزمة بلا لازمة
عدد : 1-2012
بعد حالة الانزعاج الشديد التي أصابت الكثيرين من العاملين في القطاع السياحي الحكومي والخاص من صعود التيار الإسلامي وتصدره المشهد في الشارع السياسي بقوة ،وتصورهم بأن الإسلاميين سيحرمون السياحة ويحطمون الآثار فسألت نفسي: إحنا محتاجين إيه من السياحة؟...فجاءت الإجابة من على أرض الواقع:"نحتاج أكثر من 1.8 مليون فرصه عمل مباشرة وغير مباشرة ،نحتاج تأمين العمالة الغير مباشرة ل 75 صناعه مغذية لصناعه السياحة ..نحتاج تحقيق أكبر معدلات إشغال فندقي ..نحتاج أن نحقق أكثر من 11.5% من الدخل القومي"... ذلك ما نحن بحاجة إليه بعد مرور عام كامل على الثورة البيضاء..ولكي يتحقق ذلك علينا أن ندرك أنه آن الأوان لمسايرة دول العالم في خطتهم نحو إلزام السائحين باحترام تقاليد وعادات البلد التي يزورونها..فقد أظهرت الدراسات السياحية أن متوسط إنفاق السائح المسلم يرتفع إلى ما بين 10 إلى 50 % عن إنفاق السائح العادي، في قطاعَي سياحة الأعمال والسياحة الترفيهيَّة.

ومنذ سنوات بدأت كل من تركيا وماليزيا و دبي العمل على تنمية السياحة الحلال لديهم حيث يبلغ عدد المسلمين في العالم حوالي مليار و600 مليون نسمة هؤلاء يشكلون سوقاً واعدة لتسويق المنتج السياحي الحلال ، بل بالعكس كانت المفاجأة أن غير الإسلاميين ينجذبون أيضاً لهذا المنتج السياحي الجديد ضماناً لجودة الخدمات... وقد أكدت دراسة صدرت عام ٢٠٠٧ في المعرض العالمي للسياحة في لندن أن "السياحة الحلال" ستشهد تطورا هاما في السنوات المقبلة، مشيرة إلى أن منطقة الشرق الأوسط، هى الوجهة المفضلة للسياح المسلمين، ستشهد ارتفاعا في عائدات رحلاتها بنسبة ١٠٨ % عام ٢٠١١ لتحقق عائدات تصل إلى ٥١ مليار دولار.

ولقد صرح الإسلاميون مرارا وتكرارا أن لديهم خطط علمية متطورة لتنمية هذا القطاع الحيوي وتعويضه عن الخسائر التي لحقت به على أثر ثورات الربيع ،مؤكدين أن مصر تستحق أن يقدم لها الكثير .. إذن لماذا كل هذا التشويه والجدل والتخبط؟.. لماذا نرفض الترحيب بهم ومنحهم الثقة؟.. لماذا لا نجذب التمويل الإسلامي ليتفاعل مع مستقبل السياحة الحلال؟.. لماذا نجذع من السياحة بلا محرمات؟ لماذا لا ننح المصالح الشخصية ونعلى من الشأن العام لمصر؟.. لماذا لا ندع المخاوف التي لا داع منها على وجه الإطلاق ونفسح المجال لأصحاب الفكر التنموي لتأدية دورهم بنجاح تجاه الوطن؟

فالسائح هنا يشعر بالأمان بين مئات الآلاف من المآذن والكنائس، يكتشف عبقرية المكان،يدرس ويستفيد من حضارة الأمم وتاريخ الأجداد عند زيارة ثلث آثار العالم ،يستمتع بسحر وجاذبية المقومات الطبيعية التي تستهوى الأبصار وتخطف القلوب.. يشاهد يومياً التراث الإنساني المتجدد من اختلافات حياة وسلوك المصريين بين بعضهم البعض.. يعيش المغامرة في الصحراء .. معها يتأمل عجائب وقدرة المولى عز وجل في خلقه على سطح الأرض وفى أعماق البحار..هنا مصر الجديدة تسطر تاريخها المعاصر بأيدي أبناءها أصحاب الثورة البيضاء...... فلنتحد يا أبناء مصر ولا داع لخلق أزمة بلا لازمه.

 
 
ريهام البربرى
Rehamelbarbary2006@yahoo.com