فصل الربيع.. بماذا يذكرك؟.. وبماذا يرتبط معك؟ …بشمسه الدافئة والحارة أحياناً.. بنسمات ليله الباردة .. بجوه المتقلب الذي يتحول إلى مطر في لحظات.. أم بشيء آخر؟!
قد تنسى وجود فصل الربيع الذي يمر مرور الكرام بين برودة فصل الشتاء وحرارة فصل الصيف، ولكن لا يمكن أن تنسى ألوان وروده الجذابة ذات الرائحة الذكية التى تعلن لنا عن موعد قدوم عيد الربيع . فقد عشق المصريون القدماء الزهور وأتخذوا من زهرة اللوتس رمز للحضارة والحب والجمال ويتبادلها أفراد الأسرة منذ الآف السنين فى عيد الربيع .والذى أطلق عليه الفراعنة كلمة "شمو" اى عيد بعث الحياة .
فقد كان الفراعنة يحتفلون بعيد شم النسيم؛ إذ يبدأ ليلته الأولى فى اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار - ويقابل ذلك يوم 21 مارس فى التقويم الميلادى الحديث- بالاحتفالات الدينية، ثم يتحول مع شروق الشمس إلى عيد شعبي يشارك فيه جميع طبقات الشعب كما كان فرعون، وكبار رجال الدولة يشاركون في هذا العيد.
وكان المصريون يقدمون للإله “مين” في هذا العيد الذي اعتبروه عيدا للخصوبة ،رؤوس الخس لاعتقادهم في أن الخس له خواص مقوية جنسيا .
وكان تمثال الإله “مين” يقام غالبا وسط مربع من نبات الخس وكان الربيع الذي يغير معالم الطبيعة عيدا عند المصري القديم لارتباطه بالشمس والنهر. وكانوا يتناولون فيه السمك والبصل والبيض وصارت تلك المأكولات مظهرا ثابتا من مظاهر الاحتفالات بأعياد الربيع في مصر حتى اليوم.
يرجع بدء احتفال الفراعنة بذلك العيد رسمياً إلى عام 2700 ق.م أي في أواخر الأسرة الفرعونية الثالثة، ولو أن بعض المؤرخين يؤكدون أنه كان معروفاً ضمن أعياد هليوبوليس ومدينة (أون) وكانوا يحتفلون به في عصر ما قبل الأسرات.
كان لشم النسيم أطعمته التقليدية المفضلة، وما ارتبط بها من عادات وتقاليد أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الاحتفال بالعيد نفسه، ذات طابع المميز .
وكانت مدينة اسنا في جنوب مصر والتي تضم معبدا اثريا ضخما من المدن الشهيرة في صناعة وتقديم الاسماك المجففة" الفسيخ " كنذور للالهة داخل المعابد. حتى صار السمك المجفف رمزا للمدينة في العصر البطلمي وصار اسمها “لاثيبولس” أي مدينة سمك قشر البياض.
وكانت مظاهر الاحتفالات تقام على ضفاف النيل ،وسط الحدائق والساحات المفتوحة وهو الأمر الذى أدعوكم اليه الآن .. فتعالوا لتستمتعوامعنا بفصل الربيع وسط أجواء فرعونية لم تتغير بمرور آلاف السنيين .
|