تلقت الحكومة الفرنسية عرضاً مغرياً من الإمارات لتصميم نسخة طبق الأصل من متحف اللوفر الشهير يقام فى العاصمة أبو ظبى وذلك مقابل مليار يورو .وعلى الرغم من اعتراض ما يقرب من ألفى شخص على هذا العرض من بينهم 500 من أمناء المتاحف فى فرنسا على مشروع بناء نسخة طبق الأصل من متحف "اللوفر" الفرنسى الشهير فى العاصمة الإماراتية أبوظبى ،هذه الشخصيات ذات الثقل فى عالم الفنون والآثار فى فرنسا وبعض دول العالم مثل أمريكا رفعوا شعار "المتاحف ليست للبيع ".
ويتركز اعتراض هذه الشخصيات على بند فى مشروع الإتفاقية ،التى تم مناقشتها بين رئيس متحف اللوفر "هنرى لوايرات" وحكومة أبوظبى ،والذى ينص على قيام متحف اللوفر بتزويد متحف لوفر أبوظبى بأكثر من 300 من الأعمال الفنية بعد بنائه من التحف والآثار واللوحات لمدة تتراوح بين ثلاثة أشهر إلى عامين ،حتى يتمكن متحف اللوفر المستنسخ فى أبوظبى من تجميع المقتنيات الخاصة به .
كما يشمل المشروع بيع إسم "اللوفر " لمتحف أبوظبى لمدة تتراوح مابين 10 - 20 عاما مقابل مبلغ مالى يصل الى مليار يورو.
"اللوفر" فى سوق المال الخليجى
وحول الضجة التي أثيرت حول احتمال انزلاق اللوفر في سوق المال الخليجي مضحياً بقيمته العتيدة ودوره الفني ، رد رئيس متحف اللوفر "هنرى لوايرات" على من شن الحملة الرافضة لبناء متحف لوفر أبوظبى بأن أى متحف فى العالم مهما كانت عظمته لا يمكن أن يزداد تألقا بدون إقراض واستعارة الأعمال الآثرية الفنية بينه وبين المتاحف الأخرى .
واعتبر "لوايرات" أن المتاحف فى زمن العولمة يجب أن تنفتح على العالم تماما مثل الإقتصاد والسياسة والرياضة بشرط احترام وحماية المقتنيات التى يتم تبادلها . وحذر" لوايرات" من مغبة عدم الاعتراف بالواقع الذى يؤكد أن العولمة تنفتح الأن بقوة نحو الشرق وأسيا والشرق الأوسط والخليج العربى لكى توازن نفسها بعد أن مالت الكفة كثيرا فى المراحل الأولى نحو الغرب .
ويستهدف متحف لوفر أبوظبى الذى من المقرر أن يقام على مساحة 40 ألف متر مربع منها 3 آلاف متر مربع لمبنى المتحف ولجذب مزيد السائحين بعد أن أصبحت السياحة من أهم مصادر الدخل فى الإمارات العربية المتحدة.
تاريخ اللوفر
يقع متحف اللوفر في باريس و يعد احدى أهم وأشهر متاحف العالم ،وهو عبارة عن قلعة بناها "فيليب أوغوست "عام 1190 ، وأخذت القلعة إسم المكان الذى شُيدت عليه.
المتحف مقسم إلى أجزاء عدة حسب نوع الفن وتاريخه ،به العشرات من اللوحات القيمة من بينها لوحة الموناليزا الشهيرة،التي رسمها الفنان العبقري "ليناردو دافنشي" عام 1503 ويضم المتحف 5664 قطعة أثرية من الآثار المصرية القديمة، ويحتوي على العديد من اللوحات الأخرى القيمة ،ولهذا المتحف قصص وأساطير كثيرة تدور حول أنه يعج بالأشباح المرعبة التي تظهر ليلاً وتتجول داخلة ويحتوي أيضاً على تمثال البيليجورا وهو الذي استخدم في فيلم (البيليجورا شبح اللوفر) وقد كتبت عن هذا المتحف العديد من الروايات المشوقة ومن أهمها رواية (شفرة دافنشي) للكاتب العالمي دان براون وقد بيعت الملايين من هذه الرواية الرائعة وترجمت إلى أكثر من 180 لغة عالمية.
... بدأت فكرة متحف اللوفر يوم ما بدأ فرانسو الأول بجمع مختارات فنية جديدة مكونة من اثنتي عشرة لوحة إيطالية، لتيتيان، ورافاييل، وليوناردو دى فيينشي، وكان أشهرها لوحة الموناليزا، بعد ذلك بدأت المجموعة الملكية بالإزدياد، حتى وصلت في عهد لويس الثالث عشر إلى مائتي قطعة فنية تقريبا.. وعندما توفى لويس الرابع عشر في العام 1715 كانت حصيلة المجموعة قد وصلت إلى 2500 قطعة وتحفة فنية ولقد ظلت المجموعة مخصصة لمتعة البلاط الملكي حتى قيام الثورة الفرنسية فى عام 1789..حينئذٍ أدرك لويس السادس عشر أهمية تحويل القصر إلى متحف فى عام 1793م ،و في عام 1848انتقلت ملكية المتحف للدولة .
وفى عام 1981 حيث بدأت إدارة متحف اللوفر بمشروع ضخم لرفع مستوى المتحف وإجراء بعض التعديلات والترميمات المهمة والأساسية عليه ،وقد بلغت ميزانية ترميم متحف اللوفر حتى عام 1999 (6.9) بليون فرنك فرنسي ، وكان من ضمن هذا المشروع الضخم تصميم مدخل وصالة استقبال جديدة للمتحف، حيث تم تصميم وبناء هرم في ساحة- كوور كاريه - في وسط المتحف وأحاطته بالنوافير الخلابة لإبراز جمال الهرم، واعتبر هو المدخل الجديد للمتحف، وقد أطلق على صالة الهرم الداخلية اسم صالة نابليون ، واعتبرت المدخل الرئيسي والوحيد للمتحف، حيث إنه يضم عدة أبواب وممرات يؤدي كل منها إلى جناح من أجنحة القلعة،ويغطي أرضيات الهرم الواسعة وفنائه الرخام الذهبي الفاخر،وافتتح رسمياً في أبريل العام 1989.
ولقد لجأ الباحثون إلى تقنية عالية المستوى لدراسة مختلف أنواع التلوث التي أصابت تسعة وستين تمثالا في ساحة نابليون وذلك قبل ترميمها، وقد تم الانتهاء من أعمال التجديد والترميم في عام 1997، وافتتح المتحف كاملا، كان من ضمن أعمال التوسعة والترميم افتتاح 35 قاعة جديدة بالتصوير الفرنسي من القرن السابع عشر وحتى التاسع عشر، كما أعيد تنظيم صالات الآثار القديمة ومنها القاعة المصرية الفرعونية التي أعيد افتتاحها في ديسمبر عام 1997، وذلك بعد إجراء الترميمات والتعديلات والإضافات عليها، حيث إن إدارة الأنتيكات المصرية ضاعفت مقتنياتها لأكثر من 60% من السابق، ومنذ ذلك التاريخ زاد الإقبال على تلك القاعة.
...يملك اللوفر مجموعة واسعة جداً من الأعمال الفنية والمقتنيات بعضها من النحت الفرنسي والتحف الإسلامية والرومانية والشرقية والقبطية المصرية ولوحات هولندية وفرنسية وإيطالية وإسبانية، ومن أهم كنوزه لوحة الموناليزا . |
